الحرب على داعش: بأية حسابات تُدار؟
رفيق خوري (الانوار)
19 سبتمبر 2014
المعادلة كانت مكتوبة على الجدار من قبل أن تبدأ ادارة الرئيس باراك أوباما هندسة التحالف الاقليمي والدولي لمحاربة داعش: لا حرب جدية من دون أميركا. ولا حرب بقيادة أميركا تأتي كما يريد ويحلم المتحمسون في المنطقة. والسؤال – المفتاح حول توزيع الأعباء والأدوار بالحسابات الأميركية ليس فقط من ينضم الى واشنطن في العمليات الجوية ومن يقاتل داعش على الأرض بل أيضاً من يجب أن يربح ومن يجب أن يخسر. فالرئيس أوباما يقيّد يديه سلفاً بما قد تجبره التطورات والحاجات على التخلي عنه، إذ يجزم أمام ضباط القيادة المركزية بأنه ليس ولن يكون للقوات الأميركية مهمة قتالية، وبصفتي قائدكم الأعلى لن أدعكم تنخرطون في حرب برية أخرى في العراق. وهو يضع عبء القتال البري على القوات العراقية والبيشمركة ثم على المعارضة المعتدلة في سوريا.
غير ان اوباما يعرف من رئيس هيئة الأركان المشتركة أكثر مما قاله الجنرال مارتن ديمبسي لمجموعة من الصحافيين، وخلاصته ان نصف الجيش العراقي ليس قادراً على أن يكون شريكاً فاعلاً مع الولايات المتحدة لدفع داعش الى الوراء في غرب العراق وشماله، والنصف الآخر يحتاج الى اعادة بناء وتدريب وأسلحة اضافية. وهذا قبل الحديث عن المعارضة المعتدلة التي يحتاج تدريب خمسة آلاف تختارهم أميركا الى شهور.
فضلاً عن ان الجنرال ديمبسي لم يستبعد ان يقدم توصية بمشاركة قوات أميركية في معارك برية اذا لم تنجح استراتيجية أوباما. ولا هو كتم أمام مجلس الشيوخ قوله لا أعرف حليفاً للولايات المتحدة يعتمد فكر داعش، لكنني أعرف حليفاً يموّل داعش. وفضلاً أيضاً عن ان طبول الحرب لم تمنع داعش من القيام بعمليات هجومية، بحيث اجتاح ٢١ قرية كردية في منطقة رأس العين على الحدود مع تركيا. ومن الصعب تصور ذلك من دون موافقة تركية أو أقله نأي بالنفس. والأصعب هو ان تغطي أنقرة ما قدمته وتقدمه لداعش من دعم وتسهيلات، وان تقنع أحداً بأن رفضها المشاركة في أي عمل عسكري ضد التنظيم هو الخوف على رهائن تركية لدى داعش.
والمسألة ليست ان تكون الحرب طويلة أو قصيرة، المسألة هي كيف تدار الحرب. هل تدار تحت عنوان احتواء داعش أم في اطار القضاء على مشروع التنظيم الارهابي؟ الوقائع تفرض ان تكون الحرب على داعش أقوى من الحرب على القاعدة. والرئيس العراقي فواد معصوم لفت النظر الى تحوّل نوعي في الفكر الظلامي: من عمليات اجرامية الى تأسيس دولة ارهابية. ولا مجال لادعاء النصر في العراق وسوريا من دون التفكيك ثم التدمير الكامل ل دولة الخلافة الداعشية.