من الفكر اليساري إلى الفكر التكفيري

وسام القاضي

صدق كارل ماركس حين قال: ” الدين أفيون الشعوب إذا استغل “. فالمنطقة العربية وإمتدادا إلى بعض دول الشرق الأدنى والأقصى تعيش أزمة حقيقية تهز كيانها بالعمق، ألا وهي الفكر التكفيري الذي يلاقي أصداء له في بعض العقول البشرية ويلاقي أيضا بيئة متعاطفة إن لم نقل بيئة حاضنة لوجوده.

وشتان ما بين بداية القرن العشرين الذي شهد إنطلاق الثورة الإشتراكية في روسيا القيصرية والتي تركت بصماتها النضالية على حركات الشعوب على مدار قرن من الزمن وما بين بداية القرن الواحد والعشرين والذي شهد إنطلاق الحركات التكفيرية والإرهابية، والذي أساء للإسلام ولتاريخ الحضارة الإسلامية.

صحيح أن الصراع ما بين النظريتين الرأسمالية والإشتراكية قسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى معسكرين شرقي وغربي، ومن خلاله دخلت الدول الكبرى في الحرب الباردة مع إحتدام الصراع وبشكله العسكري في بعض دول العالم الثالث التي كانت وقودا لهذه الحرب الباردة، لكن بقي الصراع الفكري والعقائدي آخذا مجراه، وشكل التنافس بصورته الديمقراطية مثالا يحتذى به في دول عديدة من العالم المتمدن طبعا، بينما دخل هذا التنافس بشكله الدموي في دول غابت عنها الديمقراطية وحرية التعبير.

إن غياب الديمقراطية في هذا الصراع خاصة في الشرق الأوسط، أدى إلى بروز طبقة توتاليتارية حاكمة كانت العسكريتيريا جزءا أساسيا منها، فالإنقلابات العسكرية التي كانت تتطيح بالأنظمة الملكية سرعان ما تحولت إلى أنظمة قمعية مخابراتية نقلت الحكم من ملكي إلى عسكري وراثي، حيث أرادت من خلاله توريث أفراد العائلة كافة مفاصل الحكم. ومن جهتها لم تعط الأحزاب اليسارية الصورة الفضلى كونها تعرضت لبطش السلطة من جهة، ومن جهة ثانية لفشلها في تطوير المجتمعات البشرية وسقوطها في الواقع الديني المخيم على تلك المجتمعات الشرقية وفي خضم الصراع المذهبي والطائفي فيما بينها، لهذا إنهارت معظم الأحزاب العقائدية اليسارية ونهضت على أنقاضها الحركات الإسلامية المتطرفة والتي رفعت شعارات رفع الغبن الناتج عن أنظمة الحزب الواحد والعائلة الواحدة والشخص الواحد.

ومن الطبيعي أن يولد الفقر والحرمان حالة غضب وتطرف من أجل تغيير الواقع فإستفادت بعض الدوائر المخابراتية الغربية من هذه الظاهرة لتستغلها في تحقيق مصالحها وإن كانت تعلم أو لا تعلم أن هذه الحركات سوف تخرج عن السيطرة يوما ما.

ولا بد من إجراء تقييم موضوعي للأسباب التي دفعات ببعض المناطق في هذا الشرق لكي تكون بيئة متعاطفة أو حاضنة لتلك الحالات، لأن غنتشارها بهذا الشكل يعطي إنطباعا أساسيا على أن هنالك قطبة مخفية ما زالت تستغل من أجل تحقيق مآرب معينة وطبعا على حساب تاريخ هذا الشرق وحضاراته.

رحم الله الصراع الإشتراكي – الرأسمالي والذي ولد ثورات نضالية حررت الشعوب، وأدخل رجالات كبار في صفحات التاريخ الثورية.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار