سعيد ابي فراج وايلي اسطيح يخترعان “كاشف جديد للألغام”

ليال البيطار – الأنباء

بلد صغير بمساحته وعدد سكانه الا انه كبير بشبابه المبدعين والمخترعين. فغالبا ما نسمع باسماء ابدعت في مجالات عدة لنعود ونعلم انهم شباب لبنان. هذا البلد الذي يعيش صراعا مستمرا ابى شبابه ان ينخرطوا في صراعات الغير على ارضهم بل وان ينفضوا عنه غبار التخلف والتطرف للمرور به الى عصر يسطره شباب لبنان، وهم قادرون بطاقاتهم الفكرية والابداعية وبارادتهم وعزيمتهم على العبور بالوطن الى ضفة السلم والسلام اذا ما اتيحت لهم الظروف.

رغم الامكانيات المتواضعة والمحدودة قال ابن منظمة الشباب “التقدمي” سعيد ابي فراج وزميله ايلي اسطيح كلمتهما عبر اختراعهما الروبوت الكاشف للالغام، وما زال اهل السياسة صامتون، فحبذا لو يخرجوا عن صمتهم ومن قوقعتهم الطائفية ليصافحوا ايادي الشباب اللبناني النظيفة التي تعمل لتطوير البلد وتحسينه عوضا عن مصافحة من هم وراء ادخالنا في مستنقع الازمات. فشبابنا باتوا متقدمون على اهل السياسة بكثير، بحيث وصلوا بلبنان الى العالمية ولا يزال الاخرون عاجزون عن انتخاب رئيس للبلاد.

ولكن يبقى السؤال الابرز والاهم، هل من حاضن لهؤلاء المبدعين ام سيكون مصيرهم كسابقهم، يخرجون باختراعاتهم من لبنان لتحضنهم دول الغرب وتقدم لهم كل الامكانيات وتحتكر اعمالهم؟

بعد ان هنأت “الانباء” سعيد وايلي على انجازهما، قامت بلقاء ابي فراج للاطلاع على ما قاما به ومعرفة ماذا يتنظران من دولتهم الغائبة.

invention-abi faraj‏1 (1)

اولا عرف عن نفسك؟

اسمي سعيد ابي فراج خريج الجامعة الانطونية هندسة “Telecom engineer”

 لماذا اخترت ان تخترع روبوت لكشف الالغام؟ هل لاننا في بلد يحتاج الى هكذا اختراع؟

نعم، بدأت الفكرة بجلسة مع صديقي، فعمه قطعت ساقه من جراء لغم انفجر به ايام الاحداث اللبنانية.. وانطلاقا من هذا الواقع المرير قمنا بدراسة وبحث واكتشافنا لعدد كبير من الضحايا الذين سقطوا نتيجة الالغام ومنهم من سقط ضحية انتزاعهم، والارقام التي حصلنا عليها من اليونيفيل تشير الى انه يوجد عدد كبير جدا من الالغام التي لم يتم تفكيكها بعد.

ولا يقتصر الامر فقط على جنوب لبنان حيث العدد الاكبر منها، انما اذا نظرنا ايضا الى جبل لبنان فمثلا عاليه ترى الكثير من اللوحات التي كتب عليها انتبه الغام. والروبوت الذي قمنا بتطويره لا يزيل اللغم ولكنه يكتشف مكان وجوده ويأتي بعدها خبراء مختصين لتفكيك اللغم. الروبوت هو على شكل عنكبوت تم اقتباس الفكرة من فيلم امريكي ليصبح الروبوت العنكبوت كاشف الالغام.

 كما نعلم ان اليونيفل لديهم عدة الات لكشف الالغام، فما يميز اختراعكم عن الموجودة بحوذتهم؟

 هناك عدة الات لكشف الالغام والاقوى بينهم هي التي تعمل على اكتشاف المعادن. اليونيفيل لديهم روبوت وعدة الات اخرى ولكن كلها تعتمد على العنصر البشري ليحركها ويتحكم بها، وهم الاكثر عرضة للخطر. اما ما يميز اختراعنا انه روبوت يتحكم بنفسه ويعمل من دون عنصر بشري فهو مبرمج على ان يقوم بكل شيء بذاته. والامر الاخر ان شكل الروبوت المعتمد يمكن ان يصل الى الحقل والتوقف امام اي عقبة تواجههم وبما ان الروبوت الذي قمنا بتطويره على شكل عنكبوت فمن المستحيل ان يتوقف لاي سبب كان.
فنحن تخطينا المرحلة او المشكلة الموجودة لدى الروبوت من الاصناف الاخرى. فاذا وصل الى شجرة او هاوية، يعلم تلقائيا انه يواجه عائقا ويبتعد عنه مع احترام الاحداثيات التي قام هو باحتسابها. فعندما يصل الى اللغم يكتشف اللغم ويرسل لنا احداثيات على الخريطة عن موقع اللغم. كما ان وزنه الخفيف يساعده على التنقل بسهولة تامة حتى فوق الالغام دون ان ينفجر اللغم.

invention-abi faraj‏1 (2)
هل هناك امكانيه لتطويره ليقوم بتفكيك اللغم؟

نعم ولكن نحن نتحدث عن شي اخر وعن تغير كبير في الروبوت اي تغير المواد المستعملة. سيكون هناك تغيير كبير في الشكل لانه صغير الحجم ووزنه خفيف فاذا اردنا ان نطوره ليعطل اللغم فنحن نتحدث عن اختراع روبوت اخر يختلف كليا عن هذا ..

 كم كانت صعوبة الاختراع وكيف تم تأمين الادوات المستعملة وكم كانت التكلفة لانجازه؟

من الذين وقفوا الى جانبنا المشرف في الجامعة الاستاذ قبلان شكور وكانت المساعدة غير مادية بل بتوفير القطع بأسعار اقل، مثلا: احد الاساتذة صدفة تواجده بالخارج افادنا لتأمين بعض القطع ووفر علينا دفع تكاليف الشحن.

التكلفة كانت عالية لانه لا يوجد اي قطعة داخل لبنان، فالقطع كلها من الخارج تقريبا كلفنا 1200 دولار.

 ما هي الخطوة التالية؟

هناك اشياء كثيرة نعمل على تحسينها في الروبوت لانه لا يخلو من بعض المشاكل، فمن مشاكله انه يكشف المعادن ويعتبرها لغم وهذا ما نعمل على تحسينه ولكنه يكشف الالغام بنسبة المئة في المئة. كما اننا نعلم كيفية تحسينه ولكن قد يكلف الكثير، ونحن نقوم بعمل جامعي، لذلك اجلنا تحسينه لحين نلقى الدعم.
والمشكلة الاخرى تتعلق بالمحركات وبما اننا نستعمل محرك سعره اقل من غيره فيكون نسبة توقفه بعد 20 استعمال اكثر بكثير من توقفه لو استعملنا النوعية الافضل. فعند الانتهاء من هذه المشاكل سنقدم العمل الى الجيش اللبناني فقد يلفتهم المشروع ويقوموا بتمويله.

 هل سمعت الدولة اللبنانية والسياسيين باختراعكم؟ ومن وقف الى جانبكم؟

الاعلام هم اكثر من وقف الى جانبنا ودعم ما قمنا به وسلط الضوء علينا، السفير كتبت مقال عن اختراعنا و”ال بي سي” ستقوم ببث روبورتاج عن العمل مع الاعلامية رنيم بو خزام والسوشيل ميديا كان الى جانبنا ايضا. اما الدولة فلم نسمع منها اي شي لا من اهل السياسة ولا من احد اخر.

 ماذا تنتظر من الدولة النائمة والغائبة ؟؟؟

لا شيء (وضحك عاليا)…

يمكنك الذهاب اليهم، فلا تتوقع قدومهم؟
هني ما رح يجو اكيد ..

على كل حال نحن نعمل على تعديل المشروع ونقوم بما يتوجب علينا ولكن حسب قدرتنا.ومن ثم سنحاول التقدم بالاختراع الى الجيش اللبناني، بانتظار قبوله او عدم قبوله.

 هل تفكر بالهجرة اذا ما دعمتكم دول غربية وتبنت مشروعكم؟

في الغرب كان هناك فكرة لتطوير جانح طائرة فقدمت الدولة للباحثين عن الفكرة نصف مليون يورو وبصراحة اذا قام احد بمساعدتنا من الخارج طبعا سنذهب، افضل من ان نضع اختراعنا كديكور في غرفة النوم.

ماذا تطلب من الدولة ان تؤمن لك كي لا ترحل الى بلاد الاغتراب؟

المشكلة في دولتنا انه هناك الكثير من المؤسسات، كمركز البحوث والانماء وغيرها ولكنها غير فعالة، لو يتم تفعيلها ستكون افضل وتحسن من واقعنا.

 هل توجه كلمة الى السياسيين؟

“ضحك عاليا وامتنع عن الاجابة”، ثم عاد ليقول: “ما فيني قلن شي ”

 هل تطلب منهم الرحيل ام الوقوف الى جانب الشباب؟

في حال طلبنا منهم الرحيل او البقاء و الوقوف الى جانبنا، لن يتغير شيئا، فالقرار ليس بيدهم . ماذا ننتظر من مجلس نواب يمدد لنفسه وفتح باب الترشح لنفسه وغدا سيقوم بانتخاب نفسه ليعود كما كان سابقا.

واخيرا اثنى ابي فراج على دعم الاعلام لهم وخص “الانباء” بالشكر والوقوف الى جانبه.

بعد ان تستمع الى اراء الشباب ونظرتهم المستقبلية لبلد تربوا على حبه، تؤمن انك ذاهب بلبنان الى سويسرا الشرق الى بلد الاحلام لتعود و تصفعك كلماتهم بانهم مكبلون، غير قادرين على تحقيق ما يتمنون، بظل وجود من يعيق تقدمهم و الوقوف الى جانبهم وتقديم لهم الدعم لتطوير اختراعاتهم. وتتلقى صفعة اقوى عندما ينظر الشباب الى الخارج بانه املهم الوحيد يعوض عليهم ما تمنوا تحقيقه في وطنهم. على امل ان يصبح لبنان بلد يحتضن مبدعيه ويؤمن لهم الامكانيات اللازمة لتعود ثقة الشباب بوطنهم، عندها نعلم ان السياسييين قد استفاقوا او تخلوا عن كراسيهم لاجل الوطن.