ما هي الأسباب التي تدفع نساء العالم إلى القتال في صفوف “داعش”؟

لا تزال أخبار تنظيم داعش تتصدر واجهة الأحداث والمتابعات على إطلاقها سيما أن ممارسات هذا التنظيم الإجرامية والبربرية التي  تغرق العالم العربي في نزاعات عبثية يقتل فيها ألاف الأبرياء تحظى بإهتمام المتابعين والباحثين المهتمين والخائفين من هذه الظاهرة التكفيرية التي بدأ تهديدها يتمدد ويتوسع بإتجاه كل العالم المهدد بكل جدية بالإنزلاق نحو آتون صراع  الأصوليات المتطرفة الذي بدوره يهدد بالقضاء على  كل القيم الإنسانية الحضارية التي تدعو إلى العدالة والمساواة والعيش المشترك الآمن يين مختلف شعوب العالم بعيدا عن أي تمييز عنصري على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس.

وفي هذا السياق،أوردت مجلة “التايم” الأميركية تقريراً تحدث عن كيفية تجنيد “الدولة الإسلامية في العراق والشام” للنساء من حول العالم وأسباب استقطابها. وأشار التقرير إلى نساء تفاعلت إيجاباً مع “داعش” عقب نشر فيديو يظهر ذبح الصحفيين الأميركيين جايمس وفولي وستيف سوتولوف، إذ وعلى الرغم من أنه نال استنكاراً واسعاً إلاّ أنه ومن جهة أخرى هناك من شجب هذا العمل، فغردّت إحداهن، وتدعى خديجة، على حسابها على “تويتر” قائلة: “أتمنى لو أكرر نحره بنفسي.. أريد أن أكون أول امرأة بريطانية تنحر بريطانياً أو أميركياً”، فيما تمنى آخر أن يكون قد فعل ذلك بنفسه”، واصفاً الجريمة بالنصر ومتوعداً بالمزيد.

وأوضح صاحب التقرير أنّ تنظيم “داعش” من المعروف عنه أنه يولي اهتماماً كبيراً للحملات الدعائية، التي يمنح خلالها وعوداً بالزواج للنساء من مجاهدين أتقياء في الدولة الإسلامية، معتبراً أن ذلك يعطيهن الشعور بالأمان والاستقرار، لافتاً إلى أنّ النساء عادةً ما يلعبن أدواراً في الحروب، إن لم تكن في القتال إلى جانب الرجال، فتكون في مجالات أخرى كتقديم الدعم المعنوي للجنود، وأحياناً يتم استخدامهن لجمع المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب اعداد الطعام والرعاية الطبية.

وتابع الكاتب أنه من الصعب حالياً تحديد عدد النساء اللواتي التحقن بتنظيم “داعش” إلاّ أن محللين في المركز الدولي لدراسة التطرف في بريطانيا، أشار إلى أن هناك نحو 30 امرأة أوروبية التحقت بـ “داعش” ودخلت إلى العراق وسوريا، ولفت إلى أن منهن من ذهبن بصحبه أزواجهن المقاتلين ومنهن من توجهن بنية الزواج من عناصر في التنظيمات المقاتلة هناك.

وأشار المركز إلى أنّ “هذه النسبه لا تتجاوز الـ 10% مقارنةً بعدد الرجال الغربيين الذين يقاتلون اﻵن في سوريا والعراق”، لكنه أعرب عن مخاوف المملكة “من ارتفاع عدد النساء التي تنضم لداعش سريعاً”.

أما فرنسا، فقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنّ “نحو 45 % من البلاغات التي وردت إليها حول وجود جهاديين متطرفين، غلب عليها العنصر النسائي، فقد تمّ اعتقال فتاه في سن 16 من عمرها في مطار فرنسا بعدما اشتبه في سفرها لسوريا للانضمام لداعش”.

ومن جهتها، قدّرت وزاره الخارجيه الاميركيه أنّ نحو 12 ألف أجنبي على الأقل، قد سافر إلى سوريا من 50 دولة مختلفه للقتال مع المجموعات المقاتلة بما فيها داعش.

وقالت نائبه الناطقه باسم وزاره الخارجيه الاميركية ماري حرف، إن المسؤولين يقدرون أعداد الأميركيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا بين العشرات إلى 100 أميركي، فيما رأى المتخصص في شؤون سوريا بجامعه اوكلاهوما في أميركا جوشوا لانديس أنّه “من أسباب انضمام هذا العدد الكبير من النساء لداعش خصوصاً مقارنه مع غيره من الجماعات الجهاديه مثل القاعده، أن داعش يرحب بانضمام الاجانب”، موضحاً أنّ “ذلك يكمن في أن فلسفه داعش ترحب بجميع المسلمين على قدم المساواه، بما أنها تشرع في بناء الدوله الاسلاميه الخاليه من التفرقه”.

وفي نيسان الناضي، ذهبت فتاتان نمساويتان عمرهما 15 و16، إلى سوريا للانضمام لداعش، وفي أيار سافرت شقيقتان توأمتان عمرهما 16 عاماً للالتحاق بشقيقهما في سوريا والزواج من جهاديين هناك، إضافة إلى الفتاة الأميركية شانون مورين كونلي (19 عاماً)، والتي تم اعتقالها من قبل مكتب التحقيقات الفيدراليه أثناء توجهها إلى تركيا ومن ثم التوجه إلى سوريا، وذلك يصبّ في إطار استراتيجيه داعش للتوسع عالمياً.

إلى ذلك،تترأس فتيات بريطانيات قوة شرطة خاصة ألفها تنظيم “الدولة الاسلامية” في محافظة الرقة شمالي سوريا  للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واشارت صحيفة “صنداي تلغراف” ان هذه القوة التي يديرها فتيات تراقب تصرفات النسوة الأخريات في شوارع مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة الخلافة التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي في حزيران الماضي.

ويطلق على هذه القوة من الشرطة اسم “كتيبة الخنساء”، ولدى القوة فروع في نواحي وقرى الرقة، فيما يشير التقرير الذي اعدته الصحيفة  إن الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف قتلا في صحراء الرقة. ومن المحتمل معرفة الجهاديات البريطانيات هوية القاتل البريطاني المعروف بـ”جهادي جون” والذي يعتقد أنه من سكان لندن أو جنوب ـ شرق إنكلترا.

وفي سياق متصل تشير دراسة المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي الى ان الفتاة أقصى محمود (20 عاما) تلعب دورا محوريا في قوة الشرطة، فيما تعرف الأكاديميون على هوية ثلاث فتيات أخريات ممن يعملن في كتيبة الخنساء.

ولدى المركز معلومات عن 25 فتاة بريطانية سافرن إلى سوريا ومعظم الفتيات اللاتي سافرن لسوريا في سن ما بين 18- 24 عاما، وهناك عشرات الفتيات يبحثن عن معلومات وطرق للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتعرف أقصى محمود بكنية “أم ليث” وتلقت تعليمها في مدرسة خاصة وكانت تريد مواصلة دراستها لتصبح طبيبة، وتستخدم هذا الاسم في رسائلها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد ربط المركز “أم ليث” بثلاث فتيات أخريات وهن “أم حارثة”و”أم عبيدة” و”أم وقاص” وكلهن من بريطانيا ولم يتم تحديد هوياتهن بعد، فيما يعتقد أن “أم عبيدة” لها روابط في السويد وتدير حسابا خاصا لكتيبة “الخنساء”.

وتتلقى كل واحدة من عناصر الكتيبة راتباً شهرياً قدره 25.000 ليرة سورية (164 دولارا أمريكيا)، وقد حددت قيادة “داعش” مهمة الفتيات بمراقبة السلوك العام وتطبيق الشريعة الإسلامية وتفتيش النساء المنقبات على نقاط التفتيش للتأكد من أنهن لسن من العدو.كما تشمل مهام كتيبة الخنساء تسيير دوريات في شوارع الرقة من أجل مراقبة حركة الناس والتأكد من عدم وجود اختلاط بين الجنسين.

__________

(*) – هشام يحيى