كتلة المستقبل: مبادرة 14 آذار تفتح الطريق للتوافق على الرئيس

عقدت “كتلة المستقبل” النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها. وفي نهاية الاجتماع اصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب كاظم الخير جاء فيه:
“أولا: وقفت الكتلة دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الجيش اللبناني والقوى الامنية في المواجهة مع المسلحين الارهابيين في منطقة عرسال وعلى الحدود اللبنانية الشرقية.
وتتوجه الكتلة بالتعزية الحارة الى عائلات الشهداء والى جميع اللبنانيين باعتبارهم شهداء لبنان والواجب الوطني.

ثانيا: تعتبر كتلة المستقبل ان مهمة انتخاب رئيس جديد للجهورية هي المهمة التي لا تتقدم عليها اية مهمة اخرى لمجلس النواب، ولاسيما في هذه الظروف الدقيقة والمصيرية التي تعصف بلبنان لكي تعود السلطات في لبنان الى انتظامها والدولة الى توازنها، وتنتهي حالة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. وفي هذا السياق، وإزاء المخاطر المتعاظمة التي تنذر بها أحداث المنطقة وانعكاساتها على لبنان، تأتي مبادرة تحالف قوى 14 آذار التي اعلنت اليوم استعدادها للتوافق مع جميع الأطراف اللبنانية الأخرى، على تسوية لانتخاب من يحظى بالتأييد اللازم لكي يصبح الرئيس المقبل للبلاد، وبما يؤدي إلى وضع الامور في نصابها الصحيح.
إن هذه المبادرة تفتح الطريق للتوافق على الرئيس العتيد، وبالتالي لإتمام هذا الاستحقاق الوطني الهام والعبور بلبنان الى ضفة الامان، وبما يسهم في تحقيق التماسك الوطني وتعزيز الاستقرار وإقدار لبنان واللبنانيين على مواجهة الاخطار الراهنة.

ثالثا: استعرضت الكتلة المخاطر المحدقة بلبنان جراء تنامي حالة المسلحين الارهابيين في مناطق الحدود الشرقية المحيطة ببلدة عرسال الابية، واستمرار احتجاز عدد من العسكريين وقوى الأمن الداخلي وتعريض حياتهم للخطر. والكتلة التي سبق لها ان حددت موقفها بشكل واضح من هذه الأعمال الارهابية التي تقوم بها ما يسمى بالدولة الاسلامية المعروفة بداعش ومن يدور في فلكها، يهمها اعادة التأكيد على النقاط الآتية:

أ- لقد سبق للبنان ان تصدى لمنظمات ارهابية اعتدت على السيادة اللبنانية ولاسيما منظمة فتح الاسلام التي اطبقت على مخيم نهر البارد. وقد نجح لبنان في تلك المواجهة بفضل وحدة أبنائه وتضامنهم، وهو ما تجلى بالموقف الوطني الثابت والحازم للبنانيين وببسالة جيشه والتصميم والتضحيات التي تميز بها، وصولا إلى الحاق الهزيمة الكاملة بتلك المنظمات الارهابية، ووفر للبنان اسباب النجاح اللازمة على المستويات الوطنية والسياسية والعسكرية.

ب- ان المقومات الأساس لنجاح المواجهة مع المنظمات الارهابية تتمثل بداية بالتفاف الشعب اللبناني واجماعه على التمسك بالدولة، والدعم الحازم والثابت لمؤسساته العسكرية والأمنية المتمثلة بالجيش والقوى الامنية، اضافة الى الاستفادة من ما تتيحه الشرعية الدولية من دعم وتأييد، ولاسيما عبر القرار 1701 من امكانية دعم الجيش اللبناني في انتشاره على كامل الحدود الشرقية والشمالية، عبر ما يمكن ان تؤازره به قوات اليونيفيل.
ان المخاطر التي تطرحها تنامي حالة المنظمات الارهابية توجب على الحكومة اللبنانية المبادرة إلى طلب الاستعانة بقوات الامم المتحدة لحماية لبنان، وذلك على امتداد حدوده الدولية الشرقية والشمالية، وحسب ما نصت عليه وأتاحته المادة الرابعة عشرة من القرار 1701.

إن حماية حدود لبنان الدولية هي مهمة محصورة، وفق الدستور، بيد الجيش اللبناني باعتباره جيش الوطن ودرعه الحامي في الدفاع عن لبنان وسيادته. والكتلة تحذر في هذا المجال من أي تفكير أو توجه لدى بعض القوى التي تعمد إلى تسريبه لجهة المبادرة والدعوة إلى استخدام أدوات أمنية ميليشياوية في هذه المهمة. إن من شأن هذه الدعوات أن تؤدي إلى تعقيد الاوضاع وشق الصف الداخلي، وتفويت الفرصة لتحقيق الاجماع الوطني حول المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، الأمر الذي يؤهلها ويمكنها من دحر المنظمات الارهابية في هذه المرحلة الخطيرة.

ج- ان مهمة تحرير المختطفين والاسرى من الجيش اللبناني والقوى الأمنية من ايدي المنظمات الارهابية، تأتي على رأس المهمات التي يجب ان ينصرف الجهد من اجل اتمامها مع ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة اللبنانية وسيادة سلطانها. وعلى ذلك، فإن الكتلة تعتقد أنه من الضروري أن يصار إلى ايلاء رئيس الحكومة والحكومة الثقة الكاملة، بما في ذلك البت بكل ما يرونه مناسبا ويتعلق بهذه المسألة الشائكة والانسانية في آن معا، من اجل اطلاق سراح جميع المحتجزين.

رابعا: توقفت الكتلة امام تصاعد وتنامي بعض المواقف والتصرفات والظواهر التي تحمل ملامح تحريض وتطرف وشحن طائفي على المستوى الداخلي، اكان ذلك عبر حرق اعلام وشعارات او عبر حرق رموز دينية أخرى، وكذلك اطلاق رصاص الابتهاج من قبل هذه الجهة أو تلك. إن من شأن هذه الممارسات المشبوهة، توتير الاوضاع واقحام لبنان في مشكلات واخذه الى منزلقات هو بغنى عنها.
ان كتلة المستقبل تناشد جميع الاطراف التعالي عن هذه الممارسات التي يمكن ان تنعكس سلبا على لبنان واللبنانيين، وتدفع نحو منزلقات خطيرة نحن بأمس الحاجة إلى تجنيب بلدنا الويلات والشرور المحيطة به.

خامسا: تستنكر كتلة المستقبل اشد الاستنكار حالة التراجع المخيفة والمعيبة والتي تقارب الكارثة في مستوى التغذية بالتيار الكهربائي.ان المواطن اللبناني الذي يعاني الامرين في ايام هذا الصيف الحار، جراء تراجع التغذية بالتيار الكهربائي، يتوجه الى المسؤولين في الحكومة وفي وزارة الطاقة تحديدا بالسؤال عن سبب هذه الفضيحة المتمادية في موضوع التيار الكهربائي. ان القاء المسؤولية على الاخرين لا تنفع، والمطلوب ايجاد الحلول الواقعية من ضمن الالتزام بالقانون، لأن المواطن اللبناني ونتيجة هذا الفشل الذريع والمتمادي قد كفر بالمسؤولين عن هذا القطاع والذين تقع عليهم مسؤولية هذا التدهور المريع، وهم الذين أسهموا في تراجع دور الدولة وهيبتها، وشرعوا الأبواب للتعدي عليها وتحويلها إلى دولة فاشلة غير قادرة على ادارة أمور الشأن العام لما فيه مصلحة جميع المواطنين.
ان المطلوب هو الخروج من حالة التدهور، والمبادرة فورا إلى وقف التلاعب بمصالح اللبنانيين والاقتصاد اللبناني، والعودة فورا إلى تطبيق القوانين الصادرة، ولاسيما القانون 462 الذي يرعى قطاع الكهرباء، بما يؤدي إلى وضع هذا القطاع على المسارات الصحيحة وتطبيق المعالجات المعقولة والمسؤولة والفعالة.

سادسا: لمناسبة مرور الذكرى السادسة والثلاثين لجريمة تغييب الامام موسى الصدر، تتوجه كتلة المستقبل الى عائلة الامام المغيب والى حركة امل وابناء الطائفة الشيعية الكريمة والشعب اللبناني، بالاعراب عن مشاعر الاستنكار والتضامن لاستمرار هذه الجريمة، وضرورة الكشف عن ملابساتها وملاحقة المجرمين الذين تسببوا بها”.