مصادر إسرائيلية: نتانياهو لا يعتزم دفع حل سياسي مع السلطة الفلسطينية

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن النقاشات التي جرت مؤخراً في أروقة الحكومة تدل بشكل واضح على ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، لا يعتزم دفع حل سياسي مع السلطة الفلسطينية، وأن معظم أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينيت” يشاركونه الرأي.

وفي جلسة “الكابينيت” الاخيرة جرى نقاش حاد وصل إلى حد الصراخ بين وزير الدفاع، موشي يعلون، ووزيرة القضاء، تسيبي ليفني التي دعت لإطلاق مبادرة سياسية من أجل مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولقي اقتراح ليفني معارضة من عدد من الوزراء على رأسهم يعلون، الذي دعا إلى “عدم التسرع  بدفع عملية سياسية”، وأبدى تحفظا من التعامل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية. فيما قالت ليفني بأنه “يتعين على إسرائيل إطلاق مبادرة سياسية جادة من أجل مواجهة الهجمة القضائية والدبلوماسية المتوقعة في أعقاب الحرب” و”هذا هو الوقت للاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية والتعاطي معها”.

ونقلت صحيفة “هارتس” عن وزير شارك في الجلسة أن النقاش المحتدم عكس الخلاف العميق بين مركبات الائتلاف حول الموضوع الفلسطيني. وأشار إلى أن ليفني ووزير المالية يائير لابيد يضغطان باتجاه إطلاق مبادرة سياسية، لكنهما يمثلان أقلية داخل المجلس.

وتوقع أن يبادرا للانسحاب من الحكومة في حال استمرار الجمود السياسي.  وقال: “بخلاف الرأي السائد، فإن الموقف من العملية السياسية هو الذي يهدد استقرار الحكومة، وليس الخلاف حول موازنة عام 2015”.

وقالت الصحيفة إنه قبل نهاية الجلسة قال يعلون إنه “ينبغي استخلاص الدروس مما حصل في غزة حينما نتحدث عن انسحاب جديد أو عن تقييد حرية الجيش في الضفة الغربية كجزء من حل سياسي مع الفلسطينيين”.

وأضاف: “يقولون لنا إن الحل السياسي سيحل المشكلة في غزة. لكن حيث لا يتواجد الجيش الإسرائيلي تنشأ تهديدات من حماس وجهاد إسلامي وجهاد عالمي مع قذائف صاروخية وراجمات”.

وقال إن الاستنتاج بعد الحرب على غزة إن “إسرائيل لا ينبغي أن تهرول باتجاه عملية سياسية”، ولا ينبغي منح الشرعية لحكومة المصالحة الفلسطينية. فردت ليفني  بالقول إنه يتطلب إطلاق مبادرة سياسية جادة.

وقالت إن “الطريق لتحقيق ذلك تمر من خلال مسارين: تجديد المفاوضات حول الحل الدائم مع عباس وحكومته، ومن جانب آخر دفع مبادرة دولية بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى لتغيير الواقع في غزة. خطوة من هذا النوع  يمكنها إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ومنع تسليح “حماس” وفرض رقابة على عمليات إعادة البناء”.

واعتبرت أن الاكتفاء بوقف الحرب دون القيام بشيء، أمر خاطئ، وقالت ليعلون: “اذا كان هذا ما تعتقده، اذهب إلى سكان غلاف غزة واحدا واحدا وقل لهم أن يبدأوا بالاستعداد لجولة حرب أخرى. نحن بذلك نفوت فرصة نزع السلاح من غزة  وتحقيق الهدوء للسكان”.