السعودية تزيد الضغط على قطر

  في السابع والعشرين من آب/أغسطس، قام وفد سعودي ضمّ وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بزيارة إلى الدوحة، وصفتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأنها كانت “قصيرة” و “أخوية”. ولكن نظراً للتوترات الأخيرة في العلاقات بين البلدين، تُشير تركيبة الوفد أنه قد تم  تحذير قطر أو توبيخها بقوة.

ولم يتم الكشف سوى عن تفاصيل قليلة من الاجتماع – الذي تخلل غداء عمل – مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقيل إن المحادثات شملت العلاقات الثنائية بين البلدين و”مسيرة العمل  المشترك” لدول «مجلس التعاون الخليجي» [«المجلس»] – الذي يضم أيضاً الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان – و”عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية “.

وفي جعبة السعودية قائمة طويلة من المشاكل مع قطر، تعود إلى ما قبل تولي الشيخ تميم الخلافة – في العام الماضي – من والده الشيخ حمد بن خليفة الذي اتخذ لقب “الأب الأمير” ويبدو أنه يقوم بدور المستشار الأقرب لنجله. وكان قيام الشيخ حمد بتهميش والده في عام 1995 قد نال استهجان الرياض التي دعمت محاولة انقلابية لعكس ذلك التغيير الذي أحدثه “الأب الأمير”. ولسنوات عديدة، كان الهدف الرئيسي الواضح من الافتتاحية الإخبارية لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية التي ترعاها قطر هو إزعاج الرياض.

ويبدو أن أحدث وضع مُزر وصلت إليه العلاقات بين البلدين قد حدث بسبب دعم الأمير تميم لعناصر «الإخوان المسلمين» في دول «مجلس التعاون الخليجي»، وهي البلدان التي تعهدت نظرياً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض. لكن السعودية تشعر بالقلق أيضاً إزاء الدعم القطري للإسلاميين في ليبيا و «حماس» في غزة. وعموماً، فإن هذه القضايا تصرف نظر دول «المجلس» عن محاولة تشكيل جبهة مشتركة ضد المغامرات الإيرانية.

وكان قد أُعلن في آذار/مارس أن الوساطة التي نسقتها الكويت بين عاهل السعودية الملك عبد الله والشيخ تميم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قد فشلت عندما أعلنت السعودية ودولة الإمارات والبحرين استدعاء سفرائها من قطر. وحتى الآن، لم يعد هؤلاء السفراء إلى الدوحة. وفي الشهر الماضي، زار الشيخ تميم الملك عبد الله في جدة، ولكن لا يبدو أنه قد تمت المصالحة بينهما.

وبالنسبة لواشنطن، قد يؤثر حجم الخلافات بين دول الخليج المجاورة على قدرة الجيش الأمريكي على العمل في منطقة الخليج العربي، حيث أن المسؤوليات المتعلقة باتخاذ إجراءات ضد المتطرفين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»] – الذي غيّر اسمه مؤخراً إلى «الدولة الإسلامية» عندما أعلنت الجماعة الخلافة في أجزاء من العراق وسوريا – قد تمت إضافتها إلى حماية الممرات البحرية وردع التآمر الإيراني. وتحتاج الولايات المتحدة أيضاً إلى النظر في ما سيكون ردها إذا أسفرت العلاقات بين الرياض والدوحة إلى قيام حالة من العداء الصريح. ويكاد يكون من المؤكد أن الإعلانات الرسمية التقليدية المتعلقة بالزيارة تُخفي الصراحة في المحادثات على أقل تقدير، وربما حتى التهديدات الصريحة.

 ————————————–

(*) سايمون هندرسون / معهد واشنطن