أطفال سوريون يجسدون مشهد الموت بذكرى مجزرة الكيماوي

فيلم قصير ومشهد مسرحي بسيط يؤديه أطفال وشبان سوريون لتمثيل حالة الاختناق ومن ثم الموت، حالة تمثيلية يحاول نشطاء سوريون من خلالها تذكير العالم بالذكرى السنوية الأولى لمجزرة السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، في ساحة جامع السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية، ولتحمل الفعالية اسم “الغوطة.. وتستمر المجزرة”.

لا يزال السوريون يحاولون لفت نظر العالم بنشاطات مدنية تحمل الطابع الإبداعي، وتبدو الذكرى السنوية لمجزرة الكيماوي الحزينة، تبدو تلك الذكرى مسيطرة على مشاعر وعقول السوريين.

يقول أحد منظمي الفعالية الصحفي حسام موصللي للعربية نت: “جاءت فكرة الفعالية كمُبادرة فردية لنشطاء سوريين مُستقلين، وبدعم من منظمة هوية العاملة في مجال المجتمع المدني. الفعالية في الأصل جزء من حملة (يا غوطة) والتي نحاول العمل من خلالها على دعم أهلنا في الغوطة الشرقية والذي يقبعون تحت حصار شديد دونما غذاء أو دواء أو أي حد أدنى من المقومات الأساسية للحياة منذ بداية عام 2013”.

من اللافت أن العروض التي سيتم تقديمها ضمن الفعالية ستكون ضمن عدّة مجموعات تُمثّل كلٌّ منها منطقة من المناطق المنكوبة في الغوطة الشرقية.

وسيتلو العرض توزيع بروشورات مترجمة إلى اللغتين الإنكليزية والتركية، ويعود السبب بحسب موصلي لـ”أن مكان الحدث هو أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسياح في هذه الفترة من السنة في مدينة إسطنبول، وأيضاً إجراء حوارات تعريفية بالحدث ومدى مأساويته وما فيه من انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان”.

تحريك الرأي العام

يؤكد القائمون على الفعالية أن الهدف من الفعالية هو محاولة تحريك الرأي العام العالمي من خلال إعادة تذكير الشعوب بالمجزرة وبأن السوريين، كما غيرهم، يستحقون الحياة أيضاً، وأن ينعموا بالحرية والأمان بعيداً عن الاستبداد والإرهاب بشتى أنواعه.

لن ينسى العالم مجزرة الكيماوي التي روّعت العالم أجمع واعتُبرت إحدى أشد الفظائع التي ارُتُكبت في القرن الحادي والعشرين، حيث راح ضحيتها ما يُقارب 1500 شخص أغلبهم من النساء والأطفال مع ساعات الصباح الأولى من يوم 21 آب/أغسطس 2013 نتيجة استنشاق غاز السارين.

وجدير بالذكر أن الدول الكبرى، ومنظمات عديدة أبرزها هيومن رايتس ووتش أدانت المجزرة مُتّهمة النظام السوري بارتكابها، ووصل الأمر إلى حد التنسيق بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا إلى توجيه ضربات عسكرية ضده، بيد أن تسوية روسيّة حالت دون ذلك وانتهى الأمر باتفاق نصّ على سحب ما يمتلكه النظام السوري في ترسانته من أسلحة كيماوية ومن ثم إتلافها تحت إشراف الأمم المتحدة.

وليأتي استهداف جوبر بالكيماوي اليوم أي في نفس يوم ذكرى المجزرة قبل عام، بمثابة تحدٍ جديد للعالم أجمع، وانتهاك صارخ لمشاعر وإنسانية السوريين.