ما الفرق بين الداعش البغدادي والداعش الأسدي؟

ضمن إطار معادلات القياس والحساب والأدلة والبراهين بشأن ما يجري في المنطقة العربية عموما وسوريا والعراق خصوصا تؤكد أوساط دبلوماسية في بيروت بأنه لا فرق بين الداعش البغدادي والداعش الأسدي فكلاهما يقتلون ويفتكون ويحرقون ويدمرون دون أي وارع أو رادع أخلاقي وإنساني، وبالتالي فأن الداعش البغدادي والداعش الاسدي وجهان لعملة واحدة هدفها قتل الإنسان السوري وتدمير سوريا عن بكرة أبيها. مضيفةبأنه لا خلاص لهذه المنطقة إلا بالعودة إلى عفوية وجوهر الربيع العربي الحقيقي الذي لا تزال الناس في الأقطار العربية تنظر قدومه، وهو الربيع الذي انطلق  مع طارق الطيب محمد البوعزيزي الشاب التونسي الذي قام بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه…فموت البوعزيزي كان الشرارة لإنطلاق سيل  الحراك الشعبي العربي الساخط من واقع معيشته الأليم والطامح نحو الحراية والكرامة والحياة الإنسانية الكريمة العزيزة وليس لإستبدال طاغوت الأنظمة الديكتوترية وإجرامها بطاغوت الإرهاب التكفيري وإجرامه .

الأوساط أضافت بأن الحراك الدولي الذي انطلق لضرب داعش في العراق يجب أن يتوسع باتجاه سوريا لإنقاذ شعبها من دوامة القتل الجهنمية التي يمارسها النظام والتنظيمات التكفيرية بحق الشعب السوري. وأن اي تلكوء مستمر من قبل المجتمع الدولي تجاه الأزمة المستفحلة في سوريا لن يقضي على الإرهاب التكفيري بل على العكس فأن هذا الإرهاب سيبقى ويستمر وينمو ويتوسع تهديده نحو كل المنطقة والعالم، وكذلك لن يزيد سوى انكشاف حقيقة كذب هذا المجتمع الدولي وازدواجية معاييره في التعاطي مع القضايا والملفات الدولية التي يجب أن تعالج أصلال وأساسا ضمن إطار احترام حقوق الإنسان في هذا العصر وليس اي شيء آخر.

والسؤال الذي يطرح نفسه تكرارا في الأوساط المراقبة لتطورات الحرب السورية اليومية يتمحور حول عمليات تقدم النظام واستعادته وفق سياسة الارض المحروقة لبلدة من هنا وشارع أو حي من هناك،حيث أن كمية القصف البري والجوي والخسائر الفادحة التي يتكبدها النظام لتحقيق تقدم صغير يصنع منه انتصارا كبير ليس سوى صورة مغلوطة يحاول النظام في حقيقة الأمر إخفاء عجزه وضعفه من خلالها فالقصف المكثف لصواريخ ومدفعية وسلاح الجو لدى النظام السوري بات وسيلة لإحراز تقدم هش من هنا ودعاية معنوية من هناك في حين أن هذا القصف الأعمى المدمر للبشر والحجر والبشر  في سوريا ليس سوى دليلا واضح على إفلاس النظام الذي يدرك يوما بعد يوم بإن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مسألة تجاوزها الزمن حتى اشعار آخر.

إلى ذلك، قالت شبكة “سوريا برس” إنها استطاعت إحصاء عدد البراميل والقذائف التي استخدمها النظام أثناء حملته العسكرية على بلدة المليحة بريف دمشق، مشيرة إلى أنها تسببت بدمار أكثر من 70% من المباني السكنية.ولشدة المعارك التي صاحبت اقتحامها، يعتبر دخول جنود النظام السوري إلى بلدة المليحة في ريف دمشق حدثا يستحق احتفالهم.

وتقع البلدة الصغيرة والفقيرة على مشارف العاصمة، حيث استغرق الدخول إليها عاما ونصف العام من المعارك وعمليات القصف الجوي والبري التي تبدو آثارها واضحة على الأبنية.وكان يقطنها قبل الحملة العسكرية التي شنها النظام أكثر من 25 ألف نسمة، فيما تبدو اليوم مهجورة ومقفرة.

وتقول مصادر المعارضة السورية إنها استطاعت إحصاء تفاصيل الغارات الجوية التي شنت على المليحة طوال الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث أحصت ما يقارب 800 برميل متفجر ألقاها سلاح الجو السوري على البلدة.وقالت إن أكثر من 700 صاروخ أرض أرض تم قصف المليحة بها، إضافة إلى 7 آلاف قذيفة مدفعية ودبابة وهاون استخدمت خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد 400 مقاتل كانوا يتحصنون هناك.

وقد تسببت هذه الصورايخ والقذائف بدمار 70% من البلدة، كما يؤكد مراسلون أجانب سمح لهم النظام بالدخول إلى البلدة بعد أن سيطر عليها.

وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، العقيد هيثم عفيسي، إن قوات النظام هاجمت منطقة المليحة بنحو800ِ غارة جوية، وحوالي 7000 قذيفة مدفعية وهاون و12 برميلاً، ما أدى إلى تدمير المدينة بالكامل، وأشار عفيسي إلى أن قوات النظام لم تسيطر على منطقة المليحة بالكامل، وأن الثوار انسحبوا تكتيكياً.

وتقع المليحة جنوب شرق العاصمة دمشق – والتي شهدت أشهراً من المعارك – تعتبر خط إمداد رئيسياً للنظام إلى مناطق الغوطة.وبسيطرة قوات النظام السوري على بلدة المليحة تكون فعلاً المعارضة قد خسرت واحداً من أهم معاقلها في محيط العاصمة.وأجمعت مصادر متطابقة على أن الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين ليست كبيرة بعد انسحابهم بشكل سريع خارج المنطقة عندما اقتحمت قوات النظام وحزب الله البلدة.

هذا التطور يأتي بعد عام ونصف العام من معارك مستميتة من جانب النظام لانتزاع السيطرة على البلدة.. لكن لماذا؟هي تبعد خمسة كيلومترات عن العاصمة دمشق وتمثل الحد الفاصل بين جزئي الغوطة. فالجزء الشمالي من الغوطة بيد الثوار، والجزء الجنوبي المحاذي لمطار دمشق الدولي بيد قوات النظام، لذلك تعتبر الممر الاستراتيجي الوحيد لقوات النظام نحو الغوطة الشرقية والسيطرة عليها.

كما أنها تؤمن ظهر مطار دمشق الدولي، كما منطقة جرمانا الموالية له يقع على طرفها مركز استراتيجي لإدارة الدفاع الجوي، والذي يمثل أكبر مقر لقوات النظام في الغوطة الشرقية. ما أنها تلاصق وتتداخل مع مناطق يسيطر عليها حزب الله وميليشيات عراقية خصوصاً أبوالفضل العباس وهي منطقة المرج .

ورغم الانتكاسات الخطيرة التي ألمت مؤخراً بمقاتلي المعارضة خصوصا في وسط وشمال سوريا فإن هؤلاء المقاتلين غالباً ما ينسحبون إلى مناطق أخرى ويشكلون ضغطاً جديداً على قوات النظم هناك.. كما أنهم مازالوا يتواجدون في مناطق حساسة قرب العاصمة في الغوطة الشرقية إضافة إلى أحياء جوبر والقابون التي تشكل مصدر قذائف الهاون والصواريخ على قلب العاصمة، وبالتالي تشكل ضغطاً كبيراً عليه.

وضمن السياق التدميري نفسه، أفادت شبكة “سوريا مباشر” أن تنظيم “داعش” استهدف بسيارتين مفخختين الباب الرئيسي لمطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي.كما أفاد ناشطون أن 13 غارة جوية استهدفت حتى الآن مدينة الطبقة وريفها في الرقة، وغارة واحدة استهدفت غرب المدينة.وفي ريف دمشق قالت المعارضة إنها سيطرت على المنطقة المحيطة بإدارة المركبات من جهة مدينة حرستا في الغوطة الشرقية.يأتي ذلك فيما تحدث ناشطون عن قصف جوي طال بساتين بلدة المليحة وعين ترما في الغوطة الشرقية.

وجنوباً أكدت شبكة “سوريا مباشر” استمرار القصف الجوي على أحياء درعا البلد في مدينة درعا.وإلى حلب تجددت الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب.كما قصفت قوات النظام المنطقة القريبة من مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي المحاصر من قبل “داعش”.

_______________

(*) – هشام يحيى