هل بدأ العد العكسي لنهاية تنظيم “داعش” في العراق؟

لا تزال الصورة ضباببة، بحيث أنه من المبكر جدا التوقع افي إن ما يسمى المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدية والإتحاد الأوروبي حازم حاسم بإنهاء سطوة ونفوذ  تنظيم داعش الإرهابي في شمال العراق وإن كان هناك ثمة معطيات تشير بأن العد العكسي لنهاية هذا التنظيم المأساوية قد بدأ وما الضربات الأميركية الجوية  المواكبة والداعمة لقوات البشمركة والجيش العراقي في العمليات  العسكرية الجارية على الأرض إلا دليلا ساطعا على هذا السيناريو الذي بدأت نتائجه تباعا في التقدم النوعي الجاري في أرض الميدان حيث بدأ مسلحي داعش بالتراجع والإنحسار عن المناطق التي سيطروا عليها في الفترة الماضية.

وفي هذا الإطار تشير أوساط متابعة بأن خطر الإرهاب التكفيري مستمر في كافة أرجاء المنطقة ولبنان من ضمنها على الرغم من القرار الدولي رقم 2170 الصادر عن مجلس الأمن الذي لم يتجاوز حدود رفع العتب المجتمع الدولي المتخلي عن مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء ما يجري من أعمال قتل بربرية على يد التنظيمات الإرهابية الممولة والمسلحة والمدعومة من قبل دول اقليمية كانت ولا تزال مستمرة في عمليات التجنيد والتمويل والتسهيل للمقاتلين الإرهابيين لعبور الحدود باتجاه الأراضي السورية والعراقية التي أصبحت مرتعا جاذبا وحاضنا للإرهاب التكفيري الذي يعمل وفق أجندات محددة من قبل أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية هي من يشغل و يوجه تلك التنظيمات التي لم تعرف سوى القرون الوسطي مثيلا لإجرامها الدموي بحق الإنسانية.

إلى ذلك، وعد الرئيس الاميركي باراك أوباما بتنفيذ استراتيجية طويلة الأمد لمكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق، من خلال دعم الحكومة العراقية الجديدة والعمل مع الشركاء الأساسيين في المنطقة.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض، إن المتطرفين الذين يسيطرون على أنحاء واسعة في سوريا والعراق يشكلون خطراً “على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها”، موضحاً أن الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق سمحت “للقوات العراقية والكردية بتحقيق خطوة كبيرة الى الامام عبر استعادة السيطرة” على سد الموصل، معتبراً أن العمليات المشتركة “تبرهن على أن الطرفين بمقدورهما العمل معاً”.

وتابع: “هدفنا هو أن يكون لنا شركاء حقيقيون على ارض الواقع. واذا كان لدينا شركاء حقيقيون على ارض الواقع يصبح خروج المهمة عن مسارها اقل احتمالا”، واعداً بـ”استراتيجية لمكافحة الارهاب” مشتركة بين العراق وحلفاء الولايات المتحدة.وقال أوباما إن تنظيم الدولة الاسلامية “يدعي تمثيل مظالم السنة ولكنه يرتكب مجازر بحق رجال ونساء واطفال سنة”.

واستهدفت الولايات المتحدة اثنين من المتشددين الإسلاميين في العراق وسوريا منهما المتحدث باسم تنظيم “داعش”، وذلك عقب خطوة مماثلة اتخذها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

وتهدف الخطوة لإضعاف التنظيم- الذي استولى على مناطق كبيرة في العراق وسوريا وأعلن قيام خلافة إسلامية- وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أضافت الرجلين وهما أبو محمد العدناني المتحدث باسم “داعش” وسعيد عارف عضو جبهة النصرة لقائمتها الخاصة بالإرهابيين الدوليين والتي يعاقب من يدرج فيها بحظر السفر وتجميد أي أصول قد تكون له في الولايات المتحدة.

كما يمنع إجراء مماثل من وزارة الخزانة الأميركيين والشركات الأميركية من التعامل مع الرجلين.

وفي هذا الإطار, بدأت القوات الأمنية العراقية منذ فجر الأمس باقتحام مدينة تكريت من ثلاثة محاور بإسناد من طيران الجيش مع قوات المتطوعين، لتطهيرها من عناصر تنظيم “داعش”.

الاقتحام بدأ من قرية العوجة جنوباً ومنطقة الديوم غرباً ومنطقة شجرة الدر جنوب غرب، وتسمع في المدينة أصوات الانفجارات، بسبب القصف الجوي الذي يساند عملية الاقتحام.

وبحسب “رويترز” فقد قال ضابط بالجيش وشرطي إن القوات تتقدم سريعاً من الجنوب ولكن الألغام الأرضية والقنابل المزروعة على الطرق ونيران القناصة في الغرب تبطئ حركتها.

ووعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس الاثنين، بوضع استراتيجية “بعيدة الأمد” لمكافحة “داعش”. كما حذر أوباما، في كلمة ألقاها في البيت الأبيض من أن المتطرفين الذين يسيطرون على أنحاء واسعة في سوريا والعراق يشكلون خطراً “على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها”.

في المقابل، ، حذر “داعش” الولايات المتحدة من أن التنظيم، الذي استولى على مساحات واسعة من العراق ودفع أميركا لتنفيذ أول ضربات جوية هناك منذ سحب قواتها عام 2011، سيهاجم الأميركيين “في أي مكان” إذا أصابت الغارات مقاتليه.وتضمن شريط فيديو بث التنظيم الرسالة من خلاله صورة لأميركي ذبح أثناء الاحتلال الأميركي للعراق، كما تضمن عبارة تقول بالإنجليزية “سنغرقكم جميعا في الدماء”.

وفي سياق متصل بإجرام الإرهاب التكفيري، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر قال إنها موثوقة، أن تنظيم “داعش” أبلغ والد طبيبة الأسنان “ر.ذ.ش” بأنه جرى إعدامها.وأوضح أن “الطبيبة اختفت من عيادتها برفقة 4 من زميلاتها، في مدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور، قبل نحو 10 أيام وعند ذهاب والد الطبيبة للبحث عنها، قالوا له في مقر التنظيم في مدينة الشدادي، بالريف الجنوبي للحسكة، إنه تم إعدامها بتهمة تشكيل خلية تجسس لصالح النظام “النصيري”، بينما لا يزال مصير زميلاتها مجهولاً”.

في المقابل، أفاد المجلس العسكري الثوري في ديرالزور بأن الطبيبة أعدمت لعدم امتثالها لأوامر “خليفة داعش” أبو بكر البغدادي في معالجة النساء فقط.وتناقل عدد من الناشطين السوريين صورة للطبيبة التي قالوا إنها تدعى رؤى دياب.

وفي سياق آخر، نفت واشنطن أن تكون في خندق واحد مع دمشق ضد “داعش”، وذلك في الوقت الذي تشن فيه طائراتها غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في العراق بينما تشن المقاتلات السورية غارات مماثلة في سوريا.

ورفضت الخارجية الأميركية الإشادة، ولو من بعيد، بمحاربة النظام السوري لـ”داعش”، مؤكدة في الوقت عينه أن القضاء على مقاتلي هذا التنظيم الذين يسيطرون على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق هو “أمر جيد”.

____________

(*) – هشام يحيى