ترقب داخلي لتطورات الازمة العراقية وتحولاتها

عادت الملفات الاجتماعية لتطرح بقوة وسط ضغط هيئة التنسيق لمنع أعمال تصحيح الامتحانات الرسمية ورفضها إعطاء إفادات ترشيح لتسهيل أمور الطلاب وفق اقتراح وزير التربية الذي ارجأ قراراته حتى نهاية الاسبوع، دون أي احتمالات خرق في هذا الاتجاه لناحية إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي بات من صعب تحديد موعد لجلسة نيابية لاقرارها في ظل الخلافات حول ملفي إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو التمديد للمجلس النيابي والذان يلاقيان رفضاً من كتل نيابية ما يؤشر الى احتمال دخول البلاد مجدا مرحلة الجمود السياسي بانتظار تطورات المنطقة التي دخلت مساراً جديداً.

وفي الوقت الذي لا تزال تداعيات حرب عرسال تتفاعل، برزت تعقيدات جديدة أمام قضية الاسرى العسكريين لدى التنظيمات الاصولية المتطرفة التي تحتجزهم ولا تزال مطالبها مشوبة بكثير من الغموض، الامر الذي يخشى معه نشوء فصول معقدة وطويلة في اطار وساطة “هيئة علماء المسلمين” التي تتولى منفردة الاتصال بالجهات الخاطفة والحكومة اللبنانية.

وكانت معلومات افادت ان “هيئة علماء المسلمين ” نقلت مطالب تنظيم “داعش” الى رئاسة الحكومة مع شريط فيديو يظهر سبعة من العسكريين الاسرى فيما لم تسلم “جبهة النصرة” بعد مطالبها الى الجهة الوسيطة. وافيد ان مطالب “داعش” تتناول ضمان امن المدنيين في عرسال والافراج عن سجناء من دون تحديد اسماء بعد في انتظار جواب الحكومة. لكن بعض المعطيات المتوافرة في هذا السياق أظهر ان ثمة مؤشرات لكون الخاطفين الموزعين على عدد من التنظيمات الاصولية يزمعون ادراج شروط للافراج عن ارهابيين موقوفين لدى السلطات والاجهزة اللبنانية في عمليات تفجير ارهابية او التخطيط لعمليات ومن هؤلاء زوجة سراج الدين زريقات مسؤول كتائب عبدالله عزام في لبنان التي أوقفت قبل فترة، وكذلك امرأة من آل حميد كانت أوقفت لدى محاولتها تفجير حاجز عسكري في الهرمل، الى موقوفين آخرين في عمليات ارهابية جرت قبل احداث عرسال.

داعش والعراق
من جهة أخرى تتجه أحداث المنطقة التي بلغت ذروتها في الاشهر الماضية نحو التهدئة في ظل مؤازرة دولية في محاولة لاحتواء اعمال العنف الذي يمارسه تنظيم “داعش” بحق الاقليات العرقية في العراق بعد تمكنه من السيطرة على أجزاء واسعة من المناطق العراقية والسورية.

وإذ بدت المواقف الترحيبية لا سيما السعودية والايرانية والأميركية، المؤيدة تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة عراقية جديدة تضم مختلف مكونات الشعب العراقي، تؤشر الى احتمال دخول العراق مرحلة جديدة قد تشكل مدخلا لاعادة ترتيب المنطقة على قاعدة الحوار والتوافق، والتي قد تنسحب ايضا على الداخل اللبناني بعد أن نجح الجيش اللبناني في حربه على الارهاب في عرسال وفي الحشد الوطني الجامع خلفه، سيما وان ارتباط المصالح الاقليمية في الازمة العراقية هي عينها في لبنان.

محاولات الاحتواء تلك بدأت تتظهر بدأت تظهر معالمها أيضا في المشاورات التي بدأتها الخارجية الاميركية مع باريس وكانبيرا لتشكيل إئتلاف دولي لفك الحصار عن النازحين العراقيين. حيث يعقد مجلس الأمن اجتماعات متواصلة لإدانة “داعش” والبحث في تجريم داعميه. حيث أعلنت السعودية تبرعها بمئة مليون دولار لـ”مركز مكافحة الإرهاب”.

وفيما أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس تأييده تعيين حيدر العبادي آملاً في أن يؤدي تعيينه إلى “تلقين من يسعى إلى الفتنة درساً جيداً”. بدأ العبادي، في أربيل، مشاوراته لتشكيل الحكومة. وأفادت مصادر كردية أن الأكراد سيسهلون مهمته، وأن مطالبهم لن تكون خارج إطار الدستور، ودعا البابا فرنسيس الأمم المتحدة إلى التحرك لمساعدة الأقليات في العراق، خصوصاً النازحين الإيزيديين والمسيحيين.

وفيما قرر الإتحاد الأوروبي عقد اجتماع اليوم للبحث في قضية النازحين العراقيين، خصوصاً المسيحيين والإيزيديين، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن باريس سترسل أسلحة إلى الأكراد خلال ساعات لتعزيز قدراتهم في مواجهة “الدولة الإسلامية”. أعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو ١٥٠٠ شخص من الأقليات الدينية والعرقية في العراق قد يكونون بين ضحايا الجرائم الجنسية التي يرتكبها تنظيم “داعش” في المناطق الواقعة تحت سيطرته.

هدنة جديدة في غزة
المساعي الجديدة في العراق ترافقت مع تمديد الهدنة في غزة بعد أيام من استمرار المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي، من اجل الاتفاق على وقف إطلاق النار وفق الوساطة المصرية، على الرغم من محاولات الخرق المتبادلة التي حصلت صباح اليوم حيث أعلن مسؤول في وزارة الداخلية الفلسطينية ان اسرائيل شنت اربع غارات جوية على ارض خالية بعد ثلاثين دقيقة على اعلان الهدنة الجديدة منتصف ليل الاربعاء الخميس.

وقال مصدر امني في وزارة الداخلية في غزة لـ”فرانس برس” إن اثنتين من الغارات استهدفتا اراضي زراعية خالية شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما استهدفت غارتان اخريان اراضي خالية في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة”.

من جانبه قال ناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية ان “لا اصابات في هذه الغارات العدوانية”، مشددا على ان “حالة الطوارئ مستمرة في كافة مشافي قطاع غزة لمواجهة تداعيات العدوان والحرب الاسرائيلية على القطاع”. واطلق صاروخان على الاقل بعد انتهاء الهدنة السابقة ودخول التهدئة الجديدة حيز التنفيذ.

————————-

(*) فوزي ابوذياب