تنمية وإدارة الموارد المائية

محمود الاحمدية

في سبيل تنمية مائية أفضل واستغلال صحيح للطاقة المائية، لا بد من اعتماد آلية وصياغة تتبلور في سياسة الحكومة لتفادي هذه المشكلة ومن ثم تحقيق النتائج التنموية. علينا ان نحافظ على هذه الطاقة ونلبي احتياجات أفرادها بشكل آني ومستقبلي، كسبيل لتنمية بشرية مستدامة. وقد تعاظمت هذه القضية عالمياً ومحلياً ودفع الإحساس بخطورتها الحكومات وللمنظمات العالمية للعمل على عقد المؤتمرات ووضع البرامج والخطط وسن القوانين المتعلقة بالمياه.

ولعل من ابرز سمات هذا الإحساس بقصور موارد المياه التقليدية عن الوفاء بالمتطلبات في الكثير من بقاع العالم إلى جانب جهود الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخداماتها في مختلف قطاعات التنمية، السعي لاختصار الدورة الطبيعية المتكررة لتوفير الماء العذب من الرصيد الضخم من المياه المالحة في البحار والمحيطات، عن طريق التبخير بالتسخين الشمسي ثم الترسيب على هيئة أمطار تجري في الأنهار والسيول، وكذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا لتصنيع المياه العذبة، ومن هنا جاء التوسع الملفت للنظر في بناء محطات تحلية المياه المالحة أو المياه الجوفية المائلة للملوحة.

لقد شهدت السنوات الأخيرة معدلات أسرع في إنشاء هذه المحطات وفي تطوير تقنيات حديثة للتحلية، مثل التطاير الفجائي والتقطير متعدد المؤثرات والديلزة الكهربائية والتجميد والتناضح العكسي، وأخيراً استخدام الطاقات المتجددة لهذا الغرض.ومع الأخذ بعين الاعتبار التكلفة التشغيلية المرتفعة لتحلية المياه، يصبح من البديهي ضرورة التركيز على كافة مجالات المحافظة على هذه المياه التي يتم استخلاص قطراتها من المياه المالحة، وتشمل المحافظة على المياه جميع خطوات الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع.

كما يصبح من البديهي أيضا وبخط مواز ٍ ضرورة جمع ومعالجة موارد مياه الصرف العادمة لإعادة استخدامها في مجالات تؤدي بالضرورة إلى تخفيـف الطلب على المياه العذبة وبالتالي إلى تخفيف عبء التكاليف الباهظة عن كاهل الدولة لتوفير موارد مياه إضافية.

من هنا يجب التنبه إلى صياغة ما في أداء الحكومات العربية عبر سياسة الترشيد في الاستهلاك وتوعية إعلامية فردية في كيفية إدارة هذه الطاقة، عدا عن اتخاذ عدة تدابير ، ومنها:

1- تكرير المياه المبتذلة وإعادة استخدامها في النشاطات الزراعية والتنظيف، ولعل تجربة الأردن في ذلك قد نجحت وإن كلف هذا المشروع أموالاً طائلة من خزينتها، غير أن النتائج حققت أرباح هائلة إن على الصعيد البيئي أو توفير مياه غنية بالمواد العضوية مما يخفّف من استهلاك الأسمدة الكيماويَة الزراعيَة.

2-استخدام طريقة التنقيط لري المزروعات.

3- توعية فردية في كيفية الاستهلاك وذلك عبر ترشيد الاستهلاك من هذه الطاقة.

4- تغطية الأقنية المائية المكشوفة لحمايتها من التبخر.

5ـ تحليه مياه البحار المالحة، ولعل تجربة دول الخليج قد خففت من آثار ندرة المياه لديها عبر هذا المشروع.

6- سياسة إعلامية عربية موحدة، تستهدف التوعية عبر المواد الإعلامية للتكامل في مشروع التنمية المائية وتحقيق معدل الأمن المائي بشكل أفضل لشعوبها بشكل آني ومستقبلي، وذلك نحو بيئة مائية عذبة نظيفة للجميع.

7- استثمار المورد المائي في توليد الطاقة، ولعل للحكومات دور في الاستفادة من المشروع الأوروبي حول إقامة محطات توليد الكهرباء على شواطئها للاستفادة من أمواج البحر في توليد طاقة نظيفة متجدَدة.

8- تنسيق بين الجمعيات البيئة العربية في الدول العربية وذلك للاستفادة من خبراتهم وتبادل معلوماتهم البيئية نحو عمل بيئي منظم ومتكامل ومتحد بين المنظمات العربية.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة