جعجع: لبنان عاد إلى ما قبل التاريخ ليس على يد داعش بل بإرادة بعض الأفرقاء

استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، وفدا من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة أليخندرو خوري فارس، في حضور رئيس قطاع الاغتراب في القوات الدكتور أنطوان بارد.

عقب اللقاء الذي دام ساعتين، قال جعجع: “تشرفت بلقاء وفد الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم المهتم بشؤون لبنان، إذ يكفي أن أعضاء هذا الوفد تركوا البلدان التي يقيمون فيها وجاؤوا الى بلدهم الأم ليساعدوه في مشاكله، وقد تكلمنا مطولا عن الوضع اللبناني الداخلي وما يمكن أن يقدموه إلى وطنهم”.

أضاف: “ما يحصل في غزة غير مقبول بكل المقاييس، فحتى الآن سقط 1500 شهيد، فمن الجانب الإنساني البحت هذا الأمر غير مقبول، اذ أقله بين هؤلاء هناك 1000 شهيد مدني، قسم كبير منهم من الاطفال والنساء. وأعتقد أنه حان الوقت لتجتمع الجامعة العربية على مستوى الرؤساء والملوك وأن تستجمع كل إمكاناتها السياسية والعملية وثقلها في العالم لاتخاذ خطوات بغية إيقاف الحرب الدائرة في غزة، وأنا متأكد أن الدول العربية لديها ما يكفي من تأثير وسلطة سياسية لتتمكن بوقت قصير جدا من إيقاف المجزرة الحاصلة هناك”.

ووصف “الوضع في الموصل بغير المقبول أيضا”، وقال: “أنا لا أجد صراحة التعابير التي تصف هذا الوضع، باعتبار أن ما يجري لا يمكن أن نقول عنه فقط إنه ما قبل الإسلام أو ما قبل الجاهلية، إنما هو ما قبل التاريخ حتى، فداعش هي تنظيم إرهابي بكل ما للكلمة من معنى، إنها تنظيم ظلامي إرهابي مجرم. وبالتالي، فإن كل القوى السياسية في المنطقة على مختلف انتماءاتها – ما عدا تلك الشبيهة بداعش باعتبار أنها ليست إسلامية ولكنها تشبه داعش بتصرفاتها لأنها ترمي القنابل الكيماوية على شعبها – يفترض أن تجتمع لمواجهة هذه الظاهرة التي لا تملك بالطبع مقومات الاستمرار، ولكنها في نهاية المطاف لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالمسيحية. وفي حال استمرت، ستقضي على الاسلام والمسيحية وعلى الشرق الأوسط”.

وإذ أشار الى أن “أحد مطالب الوفد اليوم هو إجراء انتخابات رئاسية، إذ ليس بإمكانه تصور بقاء بلد ما من دون رئيس، وقد دعوا كل الأفرقاء إلى المشاركة في أقرب جلسة في مجلس نواب لانتخاب رئيس جديد”، قال جعجع: “إن الفراغ الذي نشهده على مستوى الرئاسة غير مقبول، ولم يعد مهزلة فقط، بل أصبح مأساة كاملة باعتبار أنه يجر معه شبه فراغ على مستوى مجلس النواب والحكومة، وبالتالي يجر فراغا على مستوى الدولة، كأننا تقريبا لسنا في ظل دولة، بمعنى آخر أن لبنان عاد إلى ما قبل التاريخ ليس على يد داعش هذه المرة، بل بإرادة بعض الأفرقاء”.

أضاف: “إن اقتراع المغتربين اللبنانيين حق طبيعي لهم، وجاء قانون انتخابات عام 2009 ليكرس هذا الحق الطبيعي ويجعله حقا دستوريا. وصراحة كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ عام 2009 الى الآن تثاقلت الخطى في ما يتعلق بالتحضيرات العملية لاقتراع المغتربين حيثما وجدوا، والمطلوب من الحكومة الحالية تسريع الخطى على مستوى الترتيبات المطلوبة والاجراءات الادارية لتمكين أكبر نسبة ممكنة من اللبنانيين المقيمين في بلدان الاغتراب من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة”.

وفي الختام، سلم الوفد جعجع ميدالية الخمسين عاما على تأسيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وكتابا، فضلا عن رسالة بخط اليد من قبل رئيس الجامعة أليخندرو خوري فارس.

السفير الأسترالي
من جهة أخرى، استقبل جعجع السفير الأسترالي ليكس بارتليم، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. وجرى عرض الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضاع الجالية اللبنانية هناك.