كيف قتلت اسرائيل اطفال غزة على أرجوحة العيد؟

بهمجية وبربرية يستمر العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة في ظل صمت دولي معيب بحق الإنسانية وهو صمت بلغ حد التآمر المفضوح على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ونضاله المحق بوجه اجرام وانتهاكات الإحتلال الغاصب…  وفي ظل ضعف عربي مريب بحق العروبة التي تخجل من العجز والخزي والعار الذي وصل إليه  الحكام العرب الذين يكتفون بإصدار البيانات والمواقف التي تبقى حبرا على ورق فيما آلت القتل والفتك الإسرائيلية تستمر في قتل المدنيين وتدمير الأحياء والبيوت والمستشفيات فوق رؤسهم من دون أي رادع على مرأى كل هذا العالم الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أنه يقف شاهد زور أمام جرائم الحرب وضد الإنسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني على أرض غزة الصامدة التي ستنتصر بصمودها وتضحيات شهدائها على عدوها الغاشم الذي لا يعرف سوى لغة القتل والإستكبار فيما يغيب عن باله بأن قوة وإرادة الحق أقوى من أي أجرام على وجه هذه الأرض.

إلى ذلك،لم يتغير شيء على قطاع غزة في عيد الفطر الذي استفاق عليه أهله على وقع الدماء والأشلاء بفعل العدوان الشرس الذي يستهدف الصغار والكبار الذين أعتى الآلات العسكرية حداثة وفتكاً على وجه الارض. لم تكد مهلة التهدئة التي استمرت اثنتي عشرة ساعة تنتهى حتى عاودت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها واعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة موقعة المزيد من الشهداء والجرحى.حيث أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تمنح أطفال غزة يوم استراحة من القتل في أول أيام العيد، فقد قتلت عشرة أطفال دفعة واحدة على شاطئ بحر غزة.القصف الإسرائيلي هذه المرة طال متنزها كان يلهو به عشرات الأطفال على أرجوحة في ساحة بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

المصادر الطبية أكدت وصول عشرة شهداء معظمهم من الأطفال و45 إصابة، في استهداف من طائرة استطلاع لمجموعة الأطفال أثناء لهوهم في متنزه مكتظ بالأطفال.

الطفل رامي الحلو (10 أعوام) والذي أصيب بشظايا القصف الإسرائيلي للأرجوحة التي يتجمع حولها الأطفال، يقول لقناة الجزيرةالقطرية  بصوت خافت “كنا نلعب على “الأرجوحة” وفجأة صار قصف وأصيب معظم الأولاد في المتنزه”.ويضيف وهو يتألم “وقعت على الأرض وصرنا نصرخ ونبكي من القصف وصارت كل ملابسنا الجديدة دما، نحن ماذا فعلنا لهم حتى يقصفونا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل”، ثم عاد للبكاء من شدة الإصابة.

أما الطفلة آلاء الحلو (9 أعوام) بعدما أخذت “العيدية” كنت أشتري من البقالة القريبة من المتنزه، وفجأة وقع شيء علينا. وبعد لحظات أدركت الطفلة أنها أصيبت بإحدى شظايا الصاروخ الذي أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية على مجموعة من الأطفال.امتلأت ملابس الطفلة آلاء بالدماء ولم تكمل شراءها حاجياتها، وكباقي الأطفال أخذت تبكي مما حل بها إلى أن وصلت سيارات الإسعاف ونقلت إلى المستشفى.

المواطن صلاح المقيد -أحد الذين وصلوا سريعا للمكان- قال وقد امتلأت ملابسه بالدماء “كنا نصلي العصر وسمعنا صوت قصف قريب فهرعنا للمكان”.بعد وصوله للمكان تفاجأ المقيد بأن الهدف الذي تم قصفه من طائرات الاستطلاع هذه المرة هو أرجوحة أطفال، حيث إن عشرات الأطفال ملقون على الأرض، وبعضهم قد استشهدوا، وهناك آخرون مصابون ويصرخون، ومن لم يصب بشظايا الصواريخ كان يبكي مما شاهد من قصف لأصدقائه الأطفال.ويضيف أن “معظم الذين تم نقلهم هم من الأطفال الشهداء والمصابين أعمارهم تتراوح بين أربعة وعشرة أعوام”.حالة الصدمة منعته من التعقيب على ما شاهد، فدماء الأطفال غطت ملابسه البيضاء، قائلا “هذه الجريمة لا تحتمل الحديث، لست قادرا على التعبير عما رأيت، حسبنا الله ونعم الوكيل، ما ذنب هؤلاء الأطفال؟!”.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم مساء الاثنين على استهداف متنزه للأطفال بمخيم الشاطئ، ومبنى العيادات الخارجية بمجمع الشفاء غرب مدينة غزة.

وأضاف الناطق باسم الوزارة إياد البزم على صفحته على الفيسبوك أن شرطة هندسة المتفجرات قامت بمعاينة الأماكن المستهدفة وتحريز بقايا ومخلفات قذائف إسرائيلية سقطت في تلك الأماكن، مشيرا إلى أن رواية الاحتلال بسقوط صواريخ للمقاومة في هذه الأماكن هي ادعاءات كاذبة ومحاولة فاشلة للهروب من المسؤولية عن هذه الجرائم وخشيته من الفضيحة والملاحقة القانونية.

وفي السياق عينه، استشهد اربعة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم طفلة ومسنة في غارة جوية شنتها مقاتلات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم على  منزلهم في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.وباستشهاد الفلسطينيين الاربعة ترتفع حصيلة القصف الاسرائيلي على القطاع في ثاني ايام عيد الفطر الى 24 قتيلاً، بينهم 15 امرأة وطفلاً، وأكثر 1100 شهيد واكثر من 6470 جريحاً منذ بدء العدوان في الثامن من تموز الحالي.

وفي السياق قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة “استشهد اربعة مواطنين من عائلة ضهير، من بينهم طفلة ومسنة، في قصف عدواني على منزلهم في رفح جنوب قطاع غزة واصيب في نفس الغارة سبعة مواطنين اخرين حال احدهم خطرة جدا”.

كما اغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس رئيس الحكومة السابق اسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، اطلقت طائرات الاحتلال صاروخين على المنزل ما ادى الى دمار كبير واضرار في عدد من المنازل المجاورة.وقال نجل هنية عبد السلام هنية “تم قصف بيتنا واقول الحمد لله ان قطرة دم طفل شهيد اغلى من بيوتنا”.

كما استشهد فلسطينيان على الاقل وأصيب خمسة آخرون في قصف اسرائيلي استهدف منزل انيس ابو سمالة رئيس بلدية الزوايدة وسط قطاع غزة.وفي مخيم البريج استشهد ثمانية فلسطينيين معظمهم نساء وأطفال وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً في المخيم وسط قطاع غزة.

من جهتها اعلنت حركة حماس ان محطة تلفزيون الأقصى ومحطة إذاعة الأقصى التابعتين لها استهدفتا بغارات اسرائيلية لكن المحطة واصلت البث فيما توقف بث محطة الإذاعة.وطالت الغارات الاسرائيلية مواقع عدة في شمال وجنوب غرة، فيما دكت مدفعية العدو لساعات عدة احياء الزيتون والشجاعية واطراف بلدة جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، متسببة في احداث دمار كبير في المنازل والمباني السكنية.

في المقابل اعترفت قوات الاحتلال بمقتل خمسة من جنودها في معارك دارت امس “مع مقاتلين فلسطينيين حاولوا التسلل الى الاراضي المحتلة عبر نفق في ناحال عوز قرب الحدود مع قطاع غزة”، بحسب بيان لجيش العدو.

وقال جيش الاحتلال ان “جنود المشاة دانيال كيدمي (18 عاما) وباركي ايشائي شور (21 عاما) وساغي ايريز (19 عاما) ودور ديري (18 عاما) قتلوا في محاولة الهجوم هذه”، مشيرا الى ان اسم الجندي الخامس الذي قتل في الهجوم ليس مسموحا نشره وان العدد الاجمالي للجنود الاسرائيليين الذين قتلوا الاثنين بلغ 10 جنود”.

وكانت حركة حماس اعلنت امس مسؤوليتها عن عملية تسلل خلف خطوط العدو نفذتها شرقي مدينة غزة ووصلوا إلى موقع ناحل عوز العسكري، حيث تمكنوا من قتل ما لا يقل عن عشرة جنود إسرائيليين، فيما اعلن جيش الاحتلال  ان اربعة من جنوده من وحدة المدفعية قتلوا في نفس اليوم على الحدود مع قطاع غزة نتيجة سقوط قذيفة هاون، وقد تبنت حركة حماس ايضا ذلك القصف.

وبمقتل الجنود الخمسة يرتفع عدد القتلى في صفوف العدو الاسرائيلي الى 53 جندياً منذ بدء العدوان على غزة في الثامن من تموز الحالي.

______________

(*) – هشام يحيى