هدنة وترقب تسود غزة… وأجواء تضامن وتهدئة في لبنان

تترقب الاوساط السياسية نتائج لقاء “باريس الدولي حول غزة” لوزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية والعربية وتركيا إضافة الى وزير خارجية أميركا جون كيري، والذي دعى إليه وزير خارجية فرنسا بعد فشل المساعي الدبلوماسية التي قام بها كيري في المنطقة، حيث رفضت إسرائيل مقترح كيري لوقف اطلاق النار، وقد كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي إن فرنسا ستستضيف عدداً من وزراء الخارجية لتنسيق الجهود لمحاولة التوصل إلى وقف للنار بين إسرائيل و”حماس”. وقال: “دعما للمبادرات القائمة حاليا ولا سيما منها المبادرة المصرية، فإن هدفنا هو ضم كل الجهود الدولية بحيث تتوافر في أسرع ما يمكن ظروف وقف النار”.

وسيحضر الاجتماع مسؤولون من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون. ولن يكون هناك أي تمثيل لإسرائيل أو “حماس” أو السلطة الفلسطينية.

وقالت المصادر ان هذه الدعوة انطلقت بعد ان علمت فرنسا من مصدر حكومي اسرائيلي أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية رفض مقترحات لوقف النار في قطاع غزة وانه يسعى الى ادخال تعديلات على هذه المقترحات. ولاحقاً صدر عن مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي موشى يعالون بيان نقل عن الاخير قوله لجنود في ارض المعركة: “كونوا مستعدين لاحتمال توسيع العملية البرية قريباً”.

المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية حماس، عبر عن امله ان “يخرج اجتماع باريس الدولي حول غزة بنتائج لصالح الضحية بوقف العدوان على غزة”.

وفي تعقيبه على الاجتماع الدولي في باريس حول غزة، قال فوزي برهوم، “نرتقب حتى نعرف نتائج هذا الاجتماع ثم نحكم عليها، لكن نتمنى ان تكون مخرجات هذا الاجتماع تصب في صالح الضحية الشعب الفلسطيني بوقف العدوان والا تعطي غطاء لجرائم المحتل”.

واضاف “اي دور اقليمي او دولي يوقف العدوان ويرفع الظلم عن غزة هو دور مشكور ومرحب به”، وتابع “اي دور مبني على سوء نية ونشتم من ورائه التامر لن نسمح بمرور الاطراف”.

وقال برهوم ان “شعبنا يتعرض لحملة دمار وشلال دم غير مسبوقة تعكس حالة الانتقام الاحتلالي من شعبنا الذي يحتضن المقاومة حتى تتاثر قرارات المقاومة” مضيفا “الدمار الهائل في قطاع غزة يهدف الى تدمير سلاح المقاومة الفلسطينية ونحن في حماس نؤكد ان من يراهن على هذا فرهانه خاسر ومحاولاته بائسة”.

وشدد على ان “حركته وفصائل المقاومة خاضت الحرب التي اجبرنا عليها لتحقيق اهداف وهي وقف العدوان ورفع الظلم عن غزة وليس امام العدو الا ان يستجيب لهذه المطالب”، مشيرا الى أننا “نخوض معركة الحرية والكرامة ولن نسمح بفرض اي معادلات، ثمن الحرية والكرامة اقل بكثير مما دفعناه في زمن الذل والهوان”

وكانت إسرائيل قد واصلت عمليتها البرية وعززت وجودها في احياء شرق غزة وبيت حانون وبيت لاهيا وكذلك في بلدات خزاعة وعبسان والزنة شرق خان يونس استعداداً لتوغل أعمق في محيط المدن اذا فشلت الجهود الديبلوماسية . وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارات على بيوت ومراكز ومبان حكومية وأهلية ودور عبادة ومدارس في القطاع . وارتفع الى اكثر من 850 عدد القتلى الفلسطينيين والجرحى الى اكثر من خمسة آلاف. وعلى نار الحرب الاسرائيلية على غزة، سجلت مواجهات ضد مواقع الجيش الاسرائيلي في رام الله والخليل وحوارة جنوب نابلس وطولكرم وفي القدس، مما أدى الى مقتل خمسة فلسطينيين خلال 24 ساعة.

وزارة الصحة الفلسطينية اعلنت ان قصفا اسرائيليا في الدقائق الاخيرة قبل بدء الهدنة الانسانية ادى إلى ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 891 منذ بدء العملية العسكرية في الثامن من تموز.

واوضح القدرة المتحدث باسم الوزارة ان “آخر قصف عدواني قبل دقائق من الهدنة استشهد فيه نضال احمد عيسى ابو العسل (27 عاما) وسليم سلام ابو التوم (87 عاما) في شرق رفح”.

واشار القدرة إلى انه من بين القتلى في النصف ساعة الاخيرة قبل بدء الهدنة “خمسة مواطنين استشهدوا في قصف من الدبابات الاحتلالية شرق مخيم المغازي” وسط قطاع غزة.

وكان القدرة تحدث عن سقوط 16 قتيلا من عائلة واحدة معظمهم من الاطفال والنساء والمسنين في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلا في خانيونس.

وقال بعد ذلك ان “طواقم الاسعاف لا تستطيع الوصول الى البلدات الشرقية بخان يونس (جنوب القطاع) بسبب منع قوات الاحتلال لاي سيارة اسعاف الاقتراب من المناطق الحدودي”.

لبنان
أما في لبنان وبعد أن نجحت الحكومة في لإطفاء أجواء من التوافق على مقرراتها الأخيرة نجح الرئيس نبيه بري بلم شمل المجلس النيابي في جلسة تضامنية مع غزة ومسيحيي الموصل، مستبقاً دخول البلاد أجواء عيد الفطر السعيد، لكن معطيات وملامح أولية كانت قد أشارت اليها “جريدة الأنباء الالكترونية” أول من أمس حول انطلاق البحث الجدي في تقديم مقاربة جديدة لسلسلة الرتب والرواتب من جهة، والكشف عن انطلاق مشاورات جدية بعيد من الاضواء في شأن استحقاق الانتخابات النيابية الذي يفترض ان تطلق صفارة الاستعدادات لموعده القانوني المبدئي في 20 آب المقبل. حيث استرعى الانتباه في هذا السياق اعلان وزير الصحة وائل ابو فاعور انه “لا يبدو في الافق ان هناك اجراء للانتخابات النيابية” بما شكل التصريح العلني الاول لمسؤول رسمي في هذا الاتجاه، علماً ان الحديث عن التمديد لمجلس النواب بدأ يتصاعد في الفترة الاخيرة وينتظر ان يتخذ مداه كموضوع أساسي يحتل الاولويات اعتباراً من مطلع آب.

وكان أبو فاعور قال رداً على سؤال: “من باب الصراحة التي يتعامل بها الحزب التقدمي الاشتراكي مع الرأي العام أقول إن النقاش الحقيقي يدور حاليا حول التمديد لمجلس النواب، علماً ان الحزب هو مع اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها. لكن الكل يعلم انه لا يبدو في الافق ان هناك امكاناً لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولذلك يدور البحث حول كيفية التمديد ومدته”.

نصرالله
في غضون ذلك، أطل أمين عام حزب الله السيد نصرالله في مناسبة احياء “يوم القدس العالمي” شخصياً في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية. وخصص كلمته للحديث عن غزة داعياً الدول العربية والاسلامية الى تقديم كل اشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الحرب الاسرائيلية على القطاع بما فيها التسليح. وشدد على تخطي كل “الخلافات والحساسيات” في ملفات اخرى في المنطقة وقال: “نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بلا استثناء ولن نبخل بأي شكل من أشكال الدعم والمؤازرة والمساندة التي نستطيعها ونقدر عليها”.

وقال نصرالله: “إننا نتابع بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة القائمة الآن في قطاع غزة ونواكبها بكل تطوراتها الميدانية والسياسية وسنقوم بكل ما نرى من الواجب أن نقوم به وعلى كل صعيد”، وإذ دان ما يتعرض له المسيحيون والمسلمون في العراق، أبدى خشيته من أن “يجهّز مشهد تدمير الكنائس ومراقد الأنبياء والجوامع النفوس لتدمير المسجد الأقصى، ومن أن يصبح ذلك أمراً عادياً”.

وأشار إلى أن “أميركا والغرب ومجلس الأمن يغطون الحرب، إضافة إلى تواطؤ بعض الأنظمة العربية، لكن في نهاية المطاف الذي يحسم الموقف هو ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي”.

وانتقد بعض المواقف في الإعلام العربي التي تحمّل المقاومة مسؤولية ما يحصل، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تريد وقف النار من دون تحقيق هذا الهدف، وإلى الدعم المالي والسياسي والمعنوي وصولاً إلى العسكري.

فوزي أبوذياب