أبو الحسن من وكالة داخلية الغرب: العدوان على غزة مصيره الفشل

ضمن إطار متابعة المسار التنظيمي الهادف إلى استنهاض الطاقات الحزبية في ظل الأوضاع الخطيرة التي يمر بها لبنان ومحيطه وجواره، انعقد في وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتركي اجتماعا موسعا في حضور مفوض الداخلية هادي أبو الحسن، وكيل داخلية الغرب زاهي الغصيني، أعضاء الوكالة  ومدراء الفروع في منطقة الغرب والشحار.

بداية تحدث الغصيني مرحبا بمفوض الداخلية الذي يزور المنطقة للمرة الاولى بعد تعيينه، مشددا على أن وكالة داخلية الغرب حاضرة وعلى أعلى استعداد لمواكبته في كافة الخطوات الهادفة إلى استنهاض الواقع الحزبي وتعزيز العمل التنظيمي في كافة القطاعات والمؤسسات الحزبية.

وأضاف بأن وكالة داخلية الغرب وانطلاقا من التزامها الحزبي وانتمائها لفكر المعلم كمال جنبلاط مستمرة بعملها في حقل التوعية الثقافية والسياسية والوطنية وبمتابعة كافة الخدمات الإجتماعية والإنسانية والإنمائية في منطقة الغرب، حيث تضع في أولوياتها الإهتمام بالناس وشؤونهم وقضياهم قبل أي شيء آخر، مشيدا في هذا الإطار بدور وتعاون ودعم رئيس الحزب وليد جنبلاط  الذي له الفضل الأكبر في تحقيق الكثير من الإنجازات في المنطقة منها:

– تحسين وتطوير مستشفي الشحار الغربي حيث نجحت الوكالة بالتعاون مع وزير الصحة وائل أبو فاعور من رفع موازنة هذه المستشفى.

– صندوق دعم المريض الذي هو أحد أهم المشاريع والبرامج الخيرية التي تشرف عليها الوكالة من اجل تطويره وتفعيله، وهي في هذا الصدد تحضر قريبا للعشاء السنوي الذي سيخصص ريعه لدعم هذا الصندوق كي يكون قادر على توسعة مروحة مساعداته العلاجية والإستشفائية لأبناء المنطقة.

Wikala-Hadi1

وأكد الغصيني بانه من ضمن اهتمامات الحزب ومتابعة الوكالة للمشاريع الإنمائية في المنطقة هناك مشروع استخراج المياه من الآبار التي جرى حفرها في جسر القاضي بجهود كبيرة بذلت من قبل  الحزب الذي يتابع عن كثب وبشكل مكثف كافة التفاصيل الآيلة للإنتهاء من هذا المشروع وذلك نظرا لأهميته الحيوية والحياتية لأبناء المنطقة في ظل أزمة الجفاف التي تضرب لبنان. وأشار بأن هناك اجتماعات مكثفة تجري مع الإدارات المعنية في الدولة اللبنانية لتسريع الخطوات النهائية كي يبدأ هذا المشروع بتزويد قرى الغرب والشحار بالمياه، مشيرا بأن الإجتماعات الأخيرة التي جرت مع المعنيين  بهذا الخصوص كانت إيجابية على صعيد تذليل الكثير من العقبات التي لا يزال بعضها موجود لا سيما على صعيد المولدات الكهربائية وكلفة تشغيلها إلا أن هذه المسألة يجري متابعتها بشكل حثيث بالتعاون مع وزير الزراعة أكرم شهيب الذي سيكون له لقاء قريب مع رئيس الحكومة من أجل فتح الإعتمادات اللازمة لتأمين الموارد المالية التي يحتاجها انطلاق هذا المشروع.

من جهته، وجه مفوض الداخلية هادي أبو الحسن صرخة تضامن مع أهالي غزة الصامدون بوجه آلة الحرب الإسرائيلية الهمجية مستنكرا هذا الصمت المريب لما يسمى بالمجتمع الدولي إيزاء ما يرتكب من جرائم حرب اسرائيلية بربرية، مؤكدا التزام الحزب أكثر من أي وقت مضى بالقضية الفلسطينية التي ستبقى القضية العربية الأساس، مشددا بأن هذه القضية لا يمكن أن تحل إلا بإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المناضل الذي سينتصر في نهاية الأمر لأن إرادة هذا الشعب وقدرته على الصمود هي أقوى من أي عدوان خصوصا أن اسرائيل سبق لها أن جربت الحرب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني وفشلت، وهي اليوم ستفشل مجددا في عدوانها على غزة التي ستخرج على الرغم من كل التضحيات الكبيرة أكثر قوة وصمودا.

ورأى بان اسرائيل تستفيد في عدوانها من الأوضاع الجارية في المنطقة، الأمر الذي يدل بأن هناك دور لإسرائيل في استمرار الأوضاع المأزومة في سوريا والعراق كونها هي المستفيد الأول في ابقاء العرب غارقون في حروب ونزاعات تستنزق طاقاتهم وتشتت وحدتهم.

Wikala-

وأكد أبو الحسن بأن أي حل سياسي لوقف العدوان على غزة لا بد أن يشمل فتح المعابر وفك الحصار وتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال، بالإضافة إلى تقديم ضمانات دولية تكفل بعدم تكرار الإعتداءات الإسرائيلية على القطاع وشعبه.

مضيفا بأن ما يجري في فلسطين يختصر ما يحصل في سوريا والعراق، حيث أن المشروع واحد غايته التآمر على المنطقة العربية من خلال تقسيمها وتفتيتها وإغراقها في آتون الحروب الطائفية والمذهبية والإثنية التي تستفيد منها اسرائيل وهي بهذا الخصوص حريصة وبالتآمر مع بعض القوى العالمية على إبقاء الحرب في سوريا مستمرة من خلال منع أي حسم عسكري لأي طرف كي تستمر حالة النزف السوري.  كما أن الوضع المستجد في العراق بعد دخول تنظيم داعش على خط الأوضاع المتفجرة في المنظقة ليس سوى جزءً تكميليا لمشروع ضرب المنطقة العربية وتقسيمها وتفتيتها وتقديم صورة بشعة مشوهة عن العرب والإسلام.

وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي، أكد أبو الحسن تمسك الحزب بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس وبضرورة الإسراع في انهاء حالة الشغور الرئاسي من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبأن الحزب لن يتوانى عن بذل أي جهد من أجل استمرار لغة الحوار في البلد وتخفيف حدة التوترات والتشنجات على اطلاقها، لأن الحزب كان وسيبقى متمسكا بالحفاظ على الدولة واستمرارية عمل مؤسساتها في خدمة المواطن، كما أن الحزب يضع في أولوياته مسألة الحفاظ على الأمن والإستقرار وحماية السلم الأهلي فوق اي اعتبار آخر في ظل الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب أعلى درجات الوعي والتصرف بمسؤولية عالية لدرء قدر الإمكان أضرار وعواقب هذه المخاطر عن لبنان وشعبه.

وفي الوضع التنظيمي، قال أبو الحسن بأن الوضع الجيد للحزب على الصعيد التنظيمي لا يعني ابدا بأنه يجب علينا أن نستريح بل على العكس أن الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان والمنطقة العربية تتطلب منا مضاعفة الجهود واستنهاض جميع الطاقات على صعيد كافة المؤسسات الحزبية كي يكون الحزب قادراً على مواجهة تحديات المرحلة وأكثر دينامية وحيوية على صعيد الوقوف إلى جانب الناس لمساعدتهم وتقديم كل ما يحتاجون إليه اجتماعيا وانمائيا وتنمويا في ظل الأوضاع الإقتصادية والمعيشية البالغة الصعوبة التي يمر بها البلد.

وأضاف بأن هناك حاجة دائمة لإجراء النقد الموضوعي للعمل الحزبي وتقييم كل مرحلة من المراحل لإستقاء العبر والتعلم من التجارب، مشيراً بأن المتغيرات المفصلية الجارية على المستوى السياسي في لبنان والمنطقة تتطلب رؤية جديدة للعمل الحزبي ترتكز على استقطاب الطاقات الشابة في مختلف المجالات وعلى تنمية قدرات الكوادر الحزبية لتكون قادرة على لعب دورها القيادي النخبوي الإيجابي في المجتمع وبين الناس.