حرب الشروط والوساطات في حرب غزة

رفيق خوري (الانوار)

لبنان المنقسم العاجز عن ملء الشغور الرئاسي والمهدّد بكل مخاطر الصراعات في المنطقة، موحّد في التضامن مع غزة بالصوت والصورة. وشوارع المنطقة والعالم ليست خالية من التضامن الشعبي مع غزة التي تواجه بشجاعة وصمود وصبر أشرس عدوان اسرائيلي. لكن من الصعب توقع الدعم العملي الذي تتمناه وتطلبه غزة ويتمناه ويطلبه الذين يستغربون ويدينون عجز الجامعة العربية ومجلس الأمن والصمت الرسمي في عواصم عدة. فالدنيا تغيّرت في العالم العربي الذي ازداد ضعفاً بمقدار ما كثرت مشاكله وقضاياه، بحيث تقدمت على قضية فلسطين، وان تنامت قدرة غزة على مقاومة الاحتلال.

ذلك ان غزة في حاجة الى دعم، ولكن السؤال هو: ممن تطلبه ومن القادر عليه؟ من سوريا الغارقة في حرب تجمع مقاتلين من كل أنحاء العالم ضد النظام المدعوم من ايران وحزب الله؟ من العراق ونوري المالكي الذي انهار جيشه أمام مسلحي داعش والعشائر؟ من دولة الخلافة التي تحتل أجزاء من سوريا والعراق وتجبر المسيحيين على مغادرة الموصل؟ من ليبيا التي بلا دولة والمضروبة بحرب الميليشيات؟ من ايران المشغولة بحرب سوريا وحرب العراق وحرب الحوثيين في اليمن؟ من مصر التي تواجه في سيناء ارهاب متشددين تقول إنهم على اتصال مع أطراف في غزة وتواجه في الداخل عنف الإخوان المسلمين الذين كانت حماس ولا تزال فرعاً منهم؟

قدر غزة أن تواجه عدواً لا يرحم ولا يتردد في ارتكاب المجازر، في حين أن الصديق لا يستطيع أن يساعد. ولم يكن من المفاجآت أن تدور الى جانب حرب غزة حرب الوساطات والوسطاء. لكن الكل عاد الى مصر في النهاية بعدما جرّبت قطر وتركيا حظهما في تقديم مبادرة لتفشيل المبادرة المصرية. ففي القاهرة بان كي مون وجون كيري بعد الرئيس محمود عباس. والأولوية لوقف النار ثم البحث في الشروط.

والشروط معلنة. حماس تريد وقف النار بشروطها التي هي شروط المنتصر في الحرب وعنوانها العام، حسب خطاب اسماعيل هنية، وقف العدوان وانهاء الحصار الظالم. واسرائيل تريد وقف النار بشروطها التي هي، حسب خطاب نتنياهو، شروط المنتصر في الحرب. وما يحاوله الوسطاء هو ترتيب هدنة بشروط يحقق فيها كل طرف شيئاً ما، بصرف النظر عن الفارق بين المعتدي والمقاوم. وما يتحكم بمسار الحرب هو استعداد اسرائيل توسيع العملية البرية حتى تدمير الأنفاق واستعداد حماس وبقية فصائل المقاومة لقتال العدو ومنعه من تحقيق أهدافه، واجباره على تغيير حساباته والتراجع عما يسميه استراتيجية جز العشب.

اقرأ أيضاً بقلم رفيق خوري (الانوار)

أي مبارزة بالصواريخ بين أميركا وروسيا؟

الصعب والمستحيل في أزمة مفتوحة

سوتشي عكس جنيف أم الطريق اليه؟

لا مشروع بل ممانعة للمشروع الاقليمي الايراني

فرصة المخرج الفرنسي وتحديات المدخل اللبناني

تباين في توظيف المعركة ضد داعش

أي ادارة ومعيار لتنظيم الخلاف؟

سوريا أرض اللقاء بين الكبار المختلفين

ماذا بعد الاقتراب من المدار الروسي؟

أبعد من خلاف المتفقين على عودة النازحين

ليس بالقانون وحده يحيا التمثيل الصحيح

عناصر القوة والضعف في محاربة داعش

العودة الى جنيف من طريق استانا

محاربة الارهاب الداعشي ومواجهة الفقه الداعشي

قمة البحر الميت: تحدّي إحياء العروبة

منبر لتوجيه رسائل لا مركز للقرار

موسكو حامية النظام وراعية المنشقين عنه

أبعد من القانون وانتخابات خائف ومخيف

مسؤوليات ما بعد نجاح الزيارة الرئاسية

أي ابتعاد للبنان عن الصراعات الخارجية؟