جنبلاط للأنباء: ما يجري في فلسطين محرقة… نستنكر ما يتعرض له مسيحيو الموصل

أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة جاء فيه:

تبقى فلسطين هي القضية وهي العنوان الأساس. فلسطين أكبر من يقضمها الاحتلال وأكبر من أن تسقط في صراعات القوى الفلسطينيّة. وقطاع غزة جزءٌ لا يتجزأ من فلسطين التاريخيّة بسكانها الأصليين يُضاف إليهم مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هُجروا منذ العام 1948. وعلى الرغم من فظاعة هذه الحرب الاسرائيليّة فإن صمود الشعب الفلسطيني سيسّجل مرّة جديدة بطولات تاريخيّة ولو بأثمان باهظة جداً.

تبقى فلسطين هي القضية المركزيّة، قضيّة العدل والكرامة والوجود والصمود والنضال. هي ليست قضيّة “فتح” أو “حماس” أو أي من الفصائل الفلسطينيّة الأخرى. هي قضيتنا جميعاً. وعلى الرغم من حالة التمزّق التي تعتري العالم العربي برمته، فإن فلسطين ستبقى وتصمد مع كل التضحيات الجسيمة وسقوط مئات الشهداء الأبرياء ومن بينهم عشرات الأطفال الذين لا ذنب لهم.

إن إستمرار المجزرة الاسرائيليّة في حق فلسطين والشعب الفلسطيني سيوّلد ويفاقم عاجلاً أو آجلاً مشاعر الحقد والكراهيّة ويعزّز اللاساميّة الذي يخشى منه الغرب وقد بدأت طلائع ذاك المسار تظهر في بعض الدول الغربيّة. لذلك، المطلوب أكثر من أي وقت مضى إدانة المجزرة والتدخل لوقف العدوان بدل البحث عن تبريرات له تلافياً للوصول إلى مرحلة تعميق الكراهيّة بين اليهود والمسلمين، مما سيترك تداعيات كبيرة في داخل المجتمعات الغربيّة التي تقطنها جاليات إسلاميّة كبيرة.

تبقى فلسطين هي القضية الأساس، وأي حديث عن وقف لإطلاق النار يُفترض أن يتم في إطار صفقة شاملة تشمل فتح جميع المعابر العربيّة والاسرائيليّة وفك الحصار المفروض على قطاع غزة، والافراج عن عشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين، كي لا تذهب كل التضحيات التي بُذلت سدىً.

من ناحية أخرى، ندين ونستنكر بشدة ما تعرّض له المسيحيون في الموصل وهو يُشكل ضربة قاسية لمفهوم التنوع والتعدديّة والتعايش الذي يثبته الحضور المسيحي في الشرق والذي من المفترض الحفاظ عليه مهما كان الثمن. وهذا يؤكد مجدداً أهميّة تشكيل حكومة وحدة وطنيّة عراقيّة تتمثل فيها كل القوى السياسيّة وتنقذ العراق من التفتيت والتقسيم وتواجه التطورات المتلاحقة والمتسارعة التي تكاد تودي بوحدة العراق التاريخيّة فيما الفرقاء يتصارعون فيما بينهم!