ماذا في ملابسات سقوط الطائرة الماليزية فوق الأجواء الأوكرانية؟

هي مأساة جديدة تضاف إلى سجل كوارث الطائرات المدنية والتي يذهب ضحيتها العشرات من الضحايا الأبرياء، وعنوان هذه الكارثة المؤسفة تتصل أيضا باسم طائرة تابعة لخطوط الطائرات الماليزية.

 حيث أن خبر الكارثة الجديدة يرتبط بموضوع تحطم الطائرة الماليزية من طراز (بوينغ 777) التي كانت تقل الرحلة رقم (MH17) المتجهة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، وعلى متنها 295 شخصاً، حيث أن السلطات الأوكرانية سرعان ما أعلنت عن تحطم الطائرة فوق أراضيها على بعد أميال قليلة من الحدود مع روسيا.

 والطائرة الماليزية المنكوبة في أوكرانيا هي من نفس طراز الطائرة الماليزية المفقودة منذ الثامن من مارس الماضي والتي كانت في رحلة مدنية عادية من العاصمة الماليزية كوالالمبور الى العاصمة الصينية بكين حيث أنه لا يعرف العالم أين هي الآن، كما لم تتمكن كل فرق التحقيق من العثور على أي من أجزائها أو الوصول إلى أي قطعة منها، بما في ذلك الصندوق الأسود الذي يُفترض أنه يضم أسرار اللحظات الأخيرة للطائرة.

واعلنت فرق الانقاذ انها عثرت على احد الصندوقين الاسودين للطائرة المدنية الماليزية التي سقطت الخميس في اوكرانيا بعد اصابتها بصاروخ ارض جو كما يقول خبراء اميركيون.ولم تتمكن فرق الانقاذ التي تعمل في موقع سقوط الطائرة التي كانت تقل 298 شخصا، من القول ما اذا كان الامر يتعلق بجهاز تسجيل محادثات افراد الطاقم او الجهاز الخاص بالمعطيات التقنية للرحلة. لكن يبدو ان ايا من الصندوقين لن يسمح بتحديد مصدر صاروخ مفترض تتبادل السلطات الاوكرانية والانفصاليون الموالون لروسي الاتهامات باطلاقه.

 وقد أوضحت تقارير اولية وأقوال شهود عيان بشأن الطائرة الماليزية المنكوبة بأنها تحطمت فوق الأجواء الأوكرانية قبل أن تصل إلى الأرض، وهذا ما يرجِّح فرضية أن يكون قد تم إسقاطها بصورة متعمدة من قبل قوات عسكرية قامت باستهدافها بصورة متعمدة . وبحسب شهادات أدلى بها شهود عيان، ونقلتها جريدة “ديلي ميل” البريطانية فإن الطائرة تحطمت قبل الوصول إلى الأرض، و الجثث شوهدت تتطاير في الهواء، ما يعني أن جسماً ما قد ارتطم بالطائرة وأدى إلى تحطمها على الفور وقتل جميع ركابها.وقال الشهود إن الجثث والأشلاء البشرية وحطام الطائرة تطاير فوق منطقة تزيد مساحتها على 15 كلم، وذلك قبل أن يصل الحطام إلى الأرض.

إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن فريق اتصال يضم ممثلين عن هذه المنظمة وروسيا وأوكرانيا أجرى في كييف مؤتمرا عبر فيديو مع ممثلين عن دونيتسك بشأن تحطم الطائرة الماليزية.

ووافقت قوات دونيتسك على السماح للسلطات المحلية بإجراء عملية للبحث عن جثث القتلى وكذلك بدخول لجنة التحقيق الوطنية ومحققين دوليين ومراقبين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمكان الحادث في المنطقة التي تخضع لسيطرة قوات الدفاع الشعبي. وأكدت قوات دونيتسك تقديم ضمانات أمنية لهؤلاء المحققين والمراقبين.

وعلى صعيد آخر، أوضحت الحكومة الاسترالية اليوم انّ عدداً من ركاب الطائرة الماليزية التي سقطت في شرق أوكرانيا كانوا متجهين لحضور مؤتمر دولي هام عن مرض نقص المناعة المكتسب “الايدز” في مدينة ملبورن، فيما أُعلن عن انتشال الصندوق الأسود الثاني للطائرة.

وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب للصحفيين “عدد من الاشخاص المسافرين الى ماليزيا من أجل مؤتمر الايدز الدولي كانوا على متن الطائرة.”، مشيرةً إلى أنّ الطائرة كانت قادمة من امستردام وكان الركاب سيستقلون من مطار كوالامبور طائرة أخرى متجهة الى بيرث في غرب استراليا.

وأشارت قناة “روسيا اليوم” إلى مقتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غلين رايموند توماس في تحطم الطائرة الذي كان متوجها إلى ماليزيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة مرض الإيدز، إضافة إلى عدد من الأطباء والعلماء كانوا متوجهين للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي.وأعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية أنه تم العثور صباح اليوم الجمعة على 121 جثة من ضحايا الحادث في شرق أوكرانيا، مشيرةً إلى أن 95 من موظفيها يشاركون في عمليات البحث.

ومن جهتها، أفادت الشركة أن الطائرة كانت تحمل مجموعه من 298 شخصا، فيما تجمّع أقارب ركاب الطائرة وقد استبدت بهم مشاعر الصدمة وعدم التصديق في مطار كوالامبور الدولي مطالبين بالحصول على معلومات عن الحادث.واتهمت أوكرانيا “إرهابيين” في اشارة الى انفصاليين في شرق أوكرانيا يقاتلون حكومة كييف من اجل الاتحاد مع روسيا باسقاط الطائرة، فيما نفى الانفصاليون المسؤولية.وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أوكرانيا المسؤولية عن إسقاط طائرة ركاب ماليزية  شرق البلاد واضاف ” أن ذلك الحادث ما كان ليقع لو أن كييف لم تستأنف حملتها العسكرية على الانفصاليين”، مطالباً بتحقيق محايد و”شامل وغير منحاز”.

وقال بوتين “هذه الكارثة لم تكن لتقع لو كان هناك سلام على تلك الأرض أو على أي حال لو لم تستأنف العمليات العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا”، مضيفا  “لا شك أن حكومة المنطقة التي وقعت فيها تتحمل المسؤولية عن هذا الكارثة المروعة.” حاثا السلطات الروسية على فعل “ما في وسعها لمساعدة التحقيق في الحادث”.

وفي هذا  هذا الإطار، اعتبر مصدر في الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي أن طائرة الرئيس الروسي ربما كانت هدف الصاروخ الأوكراني الذي أسقط الطائرة الماليزية.وفي حديث لوكالة “إنترفاكس” قال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه إن مساري الطائرة “رقم واحد” الرئاسية والطائرة الماليزية تطابقا يوم الخميس 17 تموز في نقطة واحدة، وحدث ذلك قرب العاصمة البولندية وارسو على ارتفاع 10.1 كلم، حيث كانت تحلق طائرة الرئيس الروسي في الساعة 16:21 والطائرة الماليزية في الساعة 15:44 بتوقيت موسكو.وأشار المصدر إلى أن الطائرتين متشابهتان من حيث شكلهما وحجمهما، أما لونهما فيبدو من مسافة بعيدة وكأنه نفسه لدى كلا الطائرتين.

في السياق، أعلنت سلطات الطيران الاوكرانية أنها أغلقت المجال الجوي فوق المناطق الشرقية. بدوره أكد وزير النقل الماليزي ليو تيونج لاي أن المسار الذي اتخذته رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم (إم.إتش.17) كان “طريقاً رئيسياً في السماء”، والطائرة لم تضل طريقها إلى مجال جوي محظور.وأعرب وزير النقل عن اعتقاده بأن الطائرة أسقطت، مشدداً على أنه “ينبغي ضمان سريان العدالة” .وعبر عن خشيته من عدم تأمين موقع التحطم بشكل ملائم ومن امكانية التلاعب بالأدلة.

واشار رئيس الوزراء في جمهورية دونيتسك الشعبية الكسندر بوروداي الى انه تم العثور على أشياء يعتقد أنهما الصندوقان الأسودان الخاصان بالطائرة الماليزية التي سقطت.

وأضاف في مؤتمر صحفي “عثر على أشياء من المعتقد أنهما الصندوقان الأسودان ونقلا إلى دونيتسك وهما تحت سيطرتنا الآن. اشار المتحدث باسم مجلس الأمن الأوكراني أندري ليسينكو الى ان “الانفصاليين يبذلون قصارى جهدهم لاخفاء أدلة تفيد بأن صواريخ روسية أسقطت الطائرة الماليزية”.

وتابع في مؤتمر صحفي أن “الانفصاليين نقلوا حطاما وجثثا من مكان تحطم الطائرة في شاحنات وتلاعبوا في مكان يحتاج المحققون لتأمينه حتى تتاح لهم فرصة تحديد سبب سقوط الطائرة والجهة المسؤولة عن اسقاطها”.

وقال ليسينكو “الإرهابيون نقلوا 38 جثة إلى المستشفى الإقليمي ،ولا نعلم إلى أين أخذوا بقية الجثث.”

______________

(*) – هشام يحيى