الهجوم البري الإسرائيلي بدأ… وغزة تقاوم وحدها بدماء أطفالها

غزة تصنع تاريخا عربيا جديدا من خلال بطولات مجاهديها وصمود اهلها على الرغم من قساوة العدوان واجرام اسرائيل إلا أن غزة لن تركع وهنا بيت القصيد لأن هذا الأمر يعني بأن اسرائيل ذاهبة نحو هزيمة جديدة أما غزة فإنها مجددا ستخرج من بين الركام أكثر قوة وعزما  وأكثر إرادة واصرار على تحقيق المزيد من الإنتصارات الفلسطينية.

فهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة حماقة اسرائيل في قطاع غزة ولكن الإحتلال سبق وأن جرب مرارا وتكرارا التوغل البري باتجاه المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وفشل العدوان وكانت الخيبة والفشل هي الحصاد المؤكد لقادة العدو الذين لن يحصدوا من عدوانهم البري الجديد على غزة سوى المزيد من الخيبة والفشل وأن كانت الخسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذين سيقدمون الدماء الزكية قربان على مذبح صمود الشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل في وجه أعتى آلة عسكرية همجية في التاريخ المعاصر، لكن هذه الدماء لن تذهب هدرا لأنها تؤكد لكل هذا العالم الصامت عن جرائم الإحتلال بأن القضية الفلسطينية لم  لن تموت وستبقى في نفوس أطفال غزة وستنتصر…

وفي هذا السياق رأى مراقبون للأوضاع في قطاه غزة بأن حالة الذعر والخوف التي يعيشها مجتمع العدو سيفشل العدوان والتوغل البري لأن ترتيبات واستعدادات المقاومة الفسلطينية لمواجهة جيش العدو هي في أعلى جهوزية، كما أن خطط المقاومة الفلسطينية ترتكز بالدرجة الأولى على استمرار اطلاق صليات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائلية. وبالتالي فأن هذا التوغل لن يوقف هذه الصواريخ بل سيكون عاملا إضافيا لتكثيفها هذا بالإضافة إلى أن التوغل البري لن يكون نزهة بل أن جيش العدو سيواجه مقاومة شرسة من شأنها أن تلحق بجنودها اكبر الخسائر في الأرواح.

ويرى المراقبون بأن الغارات الإسرائيلية التي سبقت الهجوم البري رسمت مخاوف إضافية عند كافة المنظمات الإنسانية نظرا لإرتفاع نسبة  الغارات الإسرائيلية  التي تستهدف عن سابق تصور وتصميم قصف المدنيين وما ارتفاع عدد الشهداء في صفوف الأطفال الأبرياء الذين يواجهون باللحم الحيً همجية آلة الحرب الإسرائيلية إلا دليلا ساطعا على أن العدو وبعد أن فشل في ضرب وشل قدرات المقاومة الفلسطينية لجأ وسيلجأ مجددا نحو سيناريو ترويع وقتل وترهيب المدنيين الذين سيكونون وحدهم في مواجهة العدوان الغاشم بعد أن أثبتت التطورات والوقائع بأن ما يسمى بالمجتمع الدولي سيقف متفرجا على ما يجري ومكتفيا ببيانات الإدانة ودعوات وقف اطلاق النار التي تساوي في عباراتها بين المجرم المحتل وبين الضحية وصاحب الأرض والحق.

غزة تصنع تاريخا عربيا جديدا من خلال بطولات مجاهديها وصمود اهلها الذين يرسمون معادلات جديدة وينسفون مفاهيم عششت في نفوس شعبنا منذ العام 1948 عن الجيش الذي لا يقهر وتل ابيب وخطوطها الحمراء المرسومة بقرارات دولية، فجاءت صواريخ القسام لترسم معادلات جديدة وتؤكد ان هذه الدولة وامنها ووجودها «أوهن من بيت العنكبوت»، واننا سنعيش زمن سقوط هذه الدولة وزوالها بسواعد اهالي غزة ومقاومي لبنان وكل الاحرار العرب.

إلى ذلك، أعلن رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه أمر الجيش ببدء الهجوم البري في غزة.وجاء في بيان لمكتبه الإعلامي: “أصدر رئيس الوزراء ووزير الدفاع تعليمات لقوات الدفاع الإسرائيلية ببدء عملية برية الليلة لضرب أنفاق الإرهاب الممتدة من غزة إلى إسرائيل”.وأفاد شهود عيان من “رويترز” ومقيمون في غزة بأنّ قصفاً مدفعياً وبحرياً كثيفاً قد بدأ بطول حدود غزة.

وفي السياق عينه ،أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ هجومه البري في قطاع غزة الذي بدأ اليوم بعد أكثر من أسبوع على الضربات الجوية والبحرية سيضرب أهداف النشطاء الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع الذي تديره حماس.

وقال الليفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش للصحافيين “نحن نواصل الآن من خلال قواتنا البرية ضرب البنية التحتية للإرهاب، البنية التحتية لحماس في مناطق عدة في مختلف أنحاء قطاع غزة”.

بدورها، أكدت حركة حماس أنّ الغزو البري الإسرائيلي لغزة “أحمق” وستكون له “عواقب مروعة”.وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري لوكالة “رويترز” إنّ الهجوم البري لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني.وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عواقب مروعة “لمثل هذا العمل الأحمق”.

من جهته، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أنّ “حركة “حماس” لو قبلت بالمبادرة المصرية لتمّ إنقاذ أرواح أربعين فلسطينياً على الأقل”. وقال إنّ علاقة مصر بـ”حماس” فيها “قدراً عالياً من التوتر والصعوبة نتيجة توجهها العقائدي”، موضحاً أنّ المشكلة تكمن بـ”ارتباط حماس بفكر عقائدي يجعل نقطة تلاقيها مع مصر شبه مستحيلة”.

وأضاف شكري أنه “رغم ذلك، فإنّ مصر تتعامل مع حماس في إطار حماية المصالح الفلسطينية، وفي إطار يصبّ أيضاً في مصلحة مصر مع الأخذ في الاعتبار أنّ هناك خطوطاً حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها”.

أما الولايات المتحدة فقد طلبت من العدوّ الإسرائيلي “مضاعفة جهوده لتفادي سقوط ضحايا مدنيين” في اليوم العاشر من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أوقع أكثر من 237 شهيداً فلسطينياً غالبيتهم الساحقة من المدنيين.وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي غداة استشهاد أربعة أطفال فلسطينيين بالغارات الجوية الإسرائيلية على أحد شواطىء غزة “نرى أنّ بالإمكان بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين”.

ميدانيا، أفادت المعلومات الواردة من غزة  بإن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اشتبكت فجر اليوم مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال القطاع، وذلك بعدما فجرت فيها ثلاث عبوات.وذكرت الكتائب في بيان لها أنها أوقعت في صفوف القوة إصابات محققة، كما فجرت القسام عبوة ناسفة في دبابة إسرائيلية حاولت التقدم في المنطقة نفسها.

وتشير المعلومات  أن منطقة شمال بيت لاهيا هي المنطقة الوحيدة التي حاولت قوات الاحتلال التوغل عبرها برا، وقد لاقت فيها مواجهة شديدة من مقاتلي المقاومة.كما أعلنت القسام عن خوضها اشتباك مسلح وصفته بالعنيف مع قوة اسرائيلية خاصة تسللت قرب مدرسة الزراعة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وأجبرت جنود الاحتلال على الانسحاب من المكان.وأوردت كتائب القسام في موقعها الإلكتروني أن مقاتليها فجروا عبوة في قوة إسرائيلية خاصة في شمال قرية أم النصر واشتبكوا معها، كما استهدفت المقاومة حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة بنحو 11 صاروخا.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الخميس بدء معركة برية في القطاع، وتستهدف تدمير الأنفاق التي حفرتها المقاومة، وقد استخدمتها كتائب القسام عدة مرات للتسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

وكانت  قوات العدو الإسرائيلي قد كثفت الخميس قصفها للقطاع من الجو والبر والبحر، حيث  أن القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشمالية للقطاع قصفت بالمدفعية والزوارق والمقاتلات الشريط الشرقي والشمالي للقطاع، ومنطقة حي الشجاعية.

__________________

(*) – هشام يحيى