هدوء حذر في الجنوب…وتحذير دبلوماسي وأممـــي من خرق القرار 1701

لا يزال الهدوء الحذر يسود المنطقة الحدودية الجنوبية في القطاع الغربي بعد عدوان اسرائيلي شهدته المنطقة ليل أمس وحتى فجر اليوم، سبقه إطلاق صواريخ على مستوطنة نهاريا في الجليل الغربي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.هذا، وقد سيرت اليوم قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني دوريات مشتركة شملت الخط الساحلي من رأس العين حتى الناقورة، وداخل القرى الحدودية وعلى طول الخط الأزرق بين القطاعين الغربي والأوسط.وسجل صباح اليوم تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي على علو متوسط في أجواء القطاعين الأوسط والشرقي من بنت جبيل حتى مرجعيون وحاصبيا.الى ذلك، تستمر وحدات من الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” في عملية البحث والتفتيش لمعرفة مكان إطلاق الصواريخ، حيث لم يعثر حتى الساعة على منصة الإطلاق.

وضمن هذا السياق، كانت قد انتقلت الخلايا الارهابية التي نفذت بصعوبة بعض العمليات في عدد من المناطق، الى جبهة الجنوب حيث حاولت جهات أصولية اقحام لبنان في أتون الصراعات الدموية الدائرة في غزة والعراق. الا ان القوى الامنية كانت لها في المرصاد، ونجحت مرة جديدة في محاصرة نشاطها عبر توقيف لبنانيَين من المجموعة التي أطلقت الصواريخ من لبنان نحو الاراضي المحتلة، فيما تواصل تحقيقاتها وتعزز اجراءاتها بحثا عن فلسطينيين اثنين هاربين شاركا أيضا في العملية. واليوم، اعتبر القائد العام لليونيفيل الجنرال باولو سيرا ان ما حصل أمس “حادثة خطيرة وخرق لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، يهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة ومن الضروري تحديد مرتكبي هذا الاعتداء وتوقيفهم”، مقدّرا “الاستجابة السريعة للقوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن في المنطقة ومنع وقوع اي تصعيد إضافي”. وفي هذا السياق، أشادت مصادر دبلوماسية بجهوزية القوى الامنية اللبنانية واستنفارها، مشددة في الوقت عينه على ضرورة تمسك جميع الاطراف بالقرار 1701 وضبط الحدود بشكل محكم ومنع تكرار مسرحية اطلاق الصواريخ نحو الاراضي الاسرائيلية، محذرة من عواقب أي مغامرة مع تل أبيب في هذا الوقت الحساس والدقيق من تاريخ لبنان والمنطقة.

وفيما أفيد ان أحد مطلقي الصواريخ الموقوف حسين عطوي كادر في “الجماعة الاسلامية” منذ سنوات، أشارت اوساط قيادية في “الجماعة” الى ان “عطوي” اقدم على هذا الفعل انطلاقا من غيرته وتأثره بالهجوم الاسرائيلي الدامي ضد الفلسطينيين في غزة. ولم تكن هذه العملية بتحضير من قيادة الجماعة ولا علاقة لها بها، مضيفة أن “عطوي مقاوم شريف ومن حقه ان يقاتل اسرائيل شأن بقية الجهات التي تقاتلها”. وعلقت أوساط في 14 آذار على موقف “الجماعة”، معتبرة ان “فريقنا دعا مرارا الى حصر السلاح في يد القوى الشرعية فحسب، لأن حمله من قبل فريق معين سيشجع آخرين على اللجوء اليه، مذكرة بالجدل الطويل الذي دار ابان كتابة البيان الوزاري حول موضوع “المقاومة”، والذي أفضى الى تركيبة ملتبسة جاء فيها “تؤكد الحكومة على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة”، واشارت الاوساط الى ان “الحادثة ينطبق عليها القول المأثور “تحصد ما تزرع.

أما شمالا، فيواصل أهالي الموقوفين في حوادث طرابلس تحركهم الاحتجاجي، فيما الطريق الدولي بين طرابلس وعكار لا يزال مقطوعا. ولم ينفّس القرار الاتهامي الذي طلب الاعدام لمسؤول العلاقات السياسية في “الحزب العربي الديموقراطي” رفعت عيد، من احتقان الشارع الغاضب. وفيما يخوض وزير العدل أشرف ريفي والشيخ سالم الرافعي مفاوضات مع الاهالي، لوّح هؤلاء بالتصعيد ما لم يتم اطلاق عشرة من الموقوفين قبل يوم الخميس كما وعدوا. أما في جبل محسن، فأكد الاهالي ان القرار بحق عيد سياسي ولن ينفّذ، خصوصا أن الاخير متوار عن الانظار.

وعلى صعيد استمرار العدوان الهمجي على غزة، أعلن الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي أن قوة خاصة من البحرية الإسرائيلية شنت ليل السبت الأحد للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على غزة أول عملية برية في شمال القطاع.وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحافيين إن “عملية للقوات البحرية الخاصة جرت على شاطئ غزة لضرب موقع لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، والمهمة أنجزت على أكمل وجه”.وأضاف أن “أعضاء الوحدة الإسرائيلية هوجموا وردوا وأصيب أربعة جنود بجروح طفيفة”.

وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ذكرتا في بيان أن اشتباكاً مسلحاً وقع فجر اليوم السبت بين مقاتليهما ووحدة خاصة من البحرية الإسرائيلية قرب شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.

وهو أول توغل للجيش الإسرائيلي في غزة منذ بدء عملية “الجرف الصامد” الثلاثاء.وكان قادة العدو الإسرائيلي ضاعفوا في الأيام الماضية تهديداتهم بشن هجوم بري واسع على القطاع، بالتزامن مع مواصلة عمليات القصف الجوي لتدمير قدرات حماس على إطلاق الصواريخ.

من جهة أخرى، قال الناطق باسم الجيش صباح اليوم إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ليل السبت الأحد حوالي عشرين غارة على قطاع غزة، مما يرفع عدد الضربات الجوية خلال 24 ساعة إلى أكثر من مئتين، ومنذ بدء العملية إلى 1329.وأضاف “في الساعات الـ24 الماضية، أطلق 53 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية ما رفع إلى 800 عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، تم اعتراض 127 منها” بمنظومة القبة الحديدية.

_______________