هل تتوسع رقعة العدوان الإسرائيلي من غزة إلى لبنان؟

لا جديد سياسي في العدوان الهمجي الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة، والكلمة لا تزال للميدان حيث تستمر الغارات الإسرائيلية العنيفة على البشر والحجر والشجر في غزة، والتي يقابلها رد الصواريخ الفلسطينية المستمرة على مدن وقرى الإستيطان الإسرائيلية رغم قسوة العدوان الذي يستخدم فيه جيش العدو أعتى الأسلحة الحديثة ضد القطاع المحاصر وأهله الأحرار الذين أثبتوا للعالم بأنهم قادرون بصمودهم رغم كل الصعاب على افشال العدوان على غزة.

إلى ذلك، برزت الصوريخ المجهولة من لبنان نحو الأراضي المحتلة والتي حملت معها مخاوف من توسع رقعة العدوان الإسرائيلي من فلسطين المحتلة باتجاه الجنوب اللبناني سيما أن الصواريخ التي جرى اطلاقها بحسب بعض المراقبين لا تخفي أهدافها بجر اسرائيل لرد قوي على لبنان يستدرج ورائه ردا مماثل من حزب الله المشتتة قواه العسكرية بسبب تورطه الخاطئ والخطر في مستنقع الحرب السورية التي تستنزف طاقات الحزب وقوته وقدراته بشكل كبير.

إلى ذلك، وفي خضم سكوت رسمي لبناني مستغرب إزاء عمليات اطلاق الصواريخ والإعتداءات الإسرائيلية، أكدت مصادر دبلوماسية في بيروت لـ الأنباء بأن  ما يسمى بالمجتمع الدولي لا يهمه  قبل اي شيء آخر سوى أمن اسرائيل لذلك القوى الدولية الكبرى  هي  حريصة على ابقاء الستاتيكو القائم على جبهة الجنوب بين المقاومة واسرائيل وذلك من خلال الحفاظ على القرار 1701 الذي وفر هدنة طويلة على  طول الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية على أثر تداعيات حرب تموز 2006 التي خلقت نوعا من توازن الرعب بين اسرائيل وبين المقاومة في لبنان. خصوصا أن اشتعال الجبهة الجنوبية فيما لو اندلعت المواجهة المنتظرة من قبل كافة الخبراء والمحللين العسكريين والإستراتيجيين بين اسرائيل وحزب الله فإن هذه المواجهة لن تشبه أي مواجهة أخرى ماضية بين العرب واسرائيل منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ، كما ان امكانيات لجم هذه الحرب ومنع توسعها بات أمرا شبه مستحيل خصوصا في ظل الأحداث الجارية في سوريا والعراق وما يعتريها من تعقيدات وصراعات دولية وإقليمية كبرى تتجاوز حدود الحرب اللبنانية – الإسرائيلية  لتصل إلى حدود إعادة تموضع القوى والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، أطلق مجهولون 3 صواريخ من جنوب لبنان وبالتحديد من منطقة سهل القليلة جنوبي مدينة صور شمالي بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وسرعان ما ردّ العدو الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ بإستهداف خراج بلدات القليلة وزبقين وجوارهما، بقذيفتي مدفعية من عيار 155 ملم، اقتصرت أضرارهما على الماديات.واستمرت المدفعية الإسرائيلية باطلاق القذائف على الجنوب اللبناني على مكان اطلاق الصواريخ على نحو ساعتين من مساء اليوم السبت، وبشكل متقطع، وقد سُمع دوي القذائف في محيط منطقة صور.

ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي ان صاروخين اطلقا من لبنان سقطا مساء السبت على شمال الأراضي المحتلة من دون ان يسفرا عن ضحايا، في حين قالت متحدثة عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية ان “صاروخين اطلقا من لبنان سقطا في قطاعات غير ماهولة في منطقة نهاريا”، وهي المدينة الساحلية التي تبعد 10 كلم من الحدود اللبنانية، مشيرةً إلى أن “المدفعية الاسرائيلية قصفت موقع اطلاق الصواريخ”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر امني لبناني ان ما لا يقل عن صاروخ واحد اطلق من منطقة تقع الى شمال مرفأ صور وعلى بعد 10 كلم من الحدود مع فلسطين المحتلة، فيما تحدثت الوكالة الوطنية للاعلام عن انطلاق ثلاثة صواريخ.

من جهة أخرى،تواصل “اسرائيل” عدوانها على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي موقعة أكثر من 160 شهيداً وما يزيد على 1085 جريحاً.وشن طيران العدو سلسلة غارات على القطاع في الساعات الأولى من اليوم الأحد استهدف خلالها المقر الرئيس للشرطة الفلسطينية ومجمع “أنصار” الأمني غربي مدينة غزة في أعنف غارات تشنها إسرائيل منذ بدء هجومها على القطاع الثلاثاء الفائت.

واستشهد فتى فلسطيني في غارة جوية استهدفت في ساعة مبكرة من صباح الأحد منزلاً في جباليا شمالي قطاع غزة ما يرفع إلى 162عدد الشهداء منذ بدء العملية العسكرية.وقال الناطق باسم وزارة الصحة الطبيب أشرف القدرة: “استشهد الطفل حسام ابراهيم النجار جراء قصف من طائرات الاحتلال على منزله في جباليا شمال القطاع وبالتالي ترتفع حصيلة العدوان الصهيوني المستمر على القطاع حتى اللحظة الى 162شهيداً و1085 جريحاً”.

وقبل ذلك، سقط أكثر من 18 شهيداً في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل قائد الشرطة في غزة اللواء تسير البطش. وجاءت الغارة وقت خروج المصلين من أحد المساجد قرب المنزل، ما رفع حصيلة الضحايا.

وذكر مصدر في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن قائد الشرطة تيسير البطش في حالة حرجة وأن معظم الشهداء من نفس العائلة.يأتي هذا بعد وقت قصير من تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي من أنه سيكثف من قصفه على بعض مناطق غزة ومطالبته السكان بالمغادرة، وذلك بعد أن أطلقت كتائب القسام عدة صواريخ من طراز J80 على تل أبيب وبيت يام.

من جهة أخرى، ذكرت “الإذاعة الإسرائيلية” أنه “لأول مرة منذ انطلاق عملية “الجرف الصامد” قامت قوة إسرائيلية بعملية برية داخل قطاع غزة، إذ اقتحمت قوة من وحدة المغاوير البحرية مجمعاً في شمالي القطاع استخدم لإطلاق الكثير من القذائف الصاروخية البعيدة المدى باتجاه اسرائيل”.

وأكدت الإذاعة أن “طائرات سلاح الجو نفذت خلال الساعات الـ24 الأخيرة نحو 200 غارة على أهداف مختلفة في قطاع غزة”.وبلغ عدد الصواريخ التي سقطت على الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، 87 صاروخاً تم اعتراض ستة منها. وتم منذ بدء العملية تسجيل سقوط 605 صواريخ، تم اعتراض 143 منها. وفي المقابل نفذت 1236 هجوماً على غزة.

وتحدثت معلومات صحفية بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) قد فتحت أبواب ثماني مدارس بقطاع غزة أمام آلاف النازحين الذي اضطروا للجوء إليها بعد تهديد قوات الاحتلال بقصف منازلهم من خلال الغارات الجوية المتواصلة.ونقلا عن مدير عمليات الأونروا روبرت تيرنر أن قوات الاحتلال منعت المفوض العام للأونروا بيير كراهمبل ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جيمس راولي من الدخول إلى قطاع غزة، حيث كان مقررا لهما أن يصلا اليوم إلى هناك للاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع.

المعلومات عينها تشير بأن الأونروا تتحدث عن أكثر من أربعة آلاف نازح فلسطيني فروا إلى مدارسها هربا من القصف الإسرائيلي.وكان 18 فلسطينيا من عائلة البطش استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا سكنيا في حي التفاح شرق مدينة غزة.وفي تفاصيل تلك المجزرة، قال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن طائرة إسرائيلية قصفت منزل قائد شرطة غزة العقيد تيسير البطش الواقع قرب مسجد في حي التفاح تزامنا مع خروج الناس من صلاتي العشاء والتراويح، مشيرا إلى إصابة العقيد بجراح خطرة.

وأضاف أن عددا من المصابين الذين نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي في حالة خطيرة, مشيرا إلى أن بعض الجثامين تحولت إلى أشلاء، في حين سادت حالة من الغضب في مجمع الشفاء الطبي إثر المجزرة.

_________________

(*) –  هشام يحيى