مونديال 2014: مفاجآت وحماس غير تقليدي!

علا كرامة – الأنباء

 مفرقعات، أبواق سيارات، أعلام منتشرة على شرفات المنازل والمحال التجارية ومحطات الوقود والسيارات… زبائن متحمسون في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة، وأسطح الأبنية، والأماكن العامة أمام الشاشات الضخمة… هذه كانت أبرز أجواء المونديال لعام 2014… التي انتظرها العالم ل4 سنوات. ولكن في هذه الدورة شهد لبنان إزديادا ملحوظاً للحماس عند اللبنانيين من كافة الفئات من أطفال وشباب وشابات ورجال أعمال وربات منزل… كما أن مواقع التواصل الإجتماعي امتلأت بعبارات التشجييع كل حسب الفريق المفضل لديه، والصور المعبرة منها ما كانت طريفة ومنها مؤثرة ومنها إستفزازية… وانقسم الشارع اللبناني بين مؤيد لفريق وآخر معارض، ومنهم من يعرف تماماً سبب إختيار فريقه المفضل ومنهم من يتابع من باب التسلية فقط … ووصل الحماس لدرجة أن في بعض الأحياء عمت الفوضى والإستفزازات… كما أنها وصلت إلى الإنقسامات داخل الأسر اللبنانية نفسها…

2_153159_1_209

ولقد حاورت “الأنباء” عدداً من الشباب والشابات حول رأيهم بالمونديال لهذه السنة، والفريق الذي يفضلونه وطريقة تعبيرهم الحماسية خلال المبارات… فأجاب هشام حيدر (26 عاماً) “كان هناك أخطاء عديدة في هذه الدورة، وأشجع ألمانيا من “قلبي” إنما لا أنحدر للقيام بأعمال تافهة أو إستفزازية كبعض الشباب، فإني لا أنزل إلى مستوى القيام بأعمال عنفية بل ألتزم الروح الرياضية”.

أما ميرا مكنا (22 عاماً) فقالت “هذه الدورة كانت مختلفة عن الدورات السابقة، فكان هناك نتائج غير متوقعة كفوز منتخب ألمانيا غلى البرازيل بفارق 7-1، كما أن تاهل منتخب الجزائر خلق نوع من الحماس عند اللبنانيين، كما أن أداء المنتخبات لهذه الدورة كانت حماسية”. وتابعت مكنا “كنت أشجع المنتخب الإيطالي عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ولكنني لا أشجع أبداً المنتخب الألماني”. وأضافت مكنا أن “التمتع بالروح الرياضية جداً مهمة خاصةً أننا شهدنا حالات من الإستفزاز ليست مقبولة وغير حضارية خاصةً بعض المباريات بين ألمانيا والبرازيل”.

m1

ومن جهته قال فادي معضاد (26 عاماً) “في هذه الدورة كان هناك لفتة جديدة لأن وجود الفرق الرياضية الصغيرة والمتواضعة سمح بخلق نوعاً من التوازن في أرض الملعب، بالرغم من الأخطاء التي حدثت اثناء المباراة”. وتابع معضاد “أشجع فريق البرازيل الذي أعطى للكرة معنى جديداً وأصبح لدى الناس شوق في متابعة كل مباراة لرؤية روعة هذه اللعبة”. وأشار معضاد “أفضل دائماً التشجيع الهادىء في كافة المباريات سواء بحضورها مع الأصدقاء ورفع الأعلام على السيارات وتحاشي حصول أي مواجهة أو تصادم مع الآخرين”. وختم معضاد “تبرز أهمية الروح الرياضية في تقبل الآخر وعدم الإساءة للأشخاص الذين هم ضد الفريق الذي نحب وأيضاً الإنجرار وراء ردات الفعل التي تفقدنا قيمتنا كإنسان راق ومتحضر”.

وفي الختام، يمكننا القول أن أهمية التمتع بالروح الرياضية مهمة، ويجب أن نشجع بطريقة حضارية وسلمية وإبراز مظاهر حضارية… من هنا ضرورة تعميق ثقافة الرياضة وتشجيعها لأنها مرآة وحضارة الشعوب، والإنقسام حول الرياضة مفيد على عكس الإنقسامات السياسية!!…