وليد جنبلاط في نداء لأهالي جبل الشيخ: حذار الوقوع في فخ النظام

وجه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط النداء التالي إلى أهالي جبل الشيخ من أبناء طائفة الموحدين الدروز، جاء فيه:

مرّة جديدة أتوّجه إليكم عبر وسائل الاعلام لأشدد مجدداً على عروبتكم ووطنيتكم وأعوّل على وعيكم ومسؤوليتكم في إجهاض أي مشروع فتنة حاول ويحاول النظام السوري جاهداً أن يزرعها بينكم وبين إخوانكم السوريين من أبناء الطوائف الأخرى بهدف إشعال النار والتدخل في الوقت المناسب لاستعادة السيطرة على المناطق التي تحررّت من قمعه وسطوته.

إن جهودكم الاستثنائيّة في إفشال المشاريع والمخططات المتتالية للنظام لتأليب المناطق السوريّة على بعضها البعض وتحريض أبنائها على الدخول في نزاعات دامية فيما بينهم بهدف خلق المناخات المؤاتية لتطويع القرى والبلدات التي قدّمت التضحيات الكبرى للتخلص من الحقبة السابقة إنما تؤكد إندفاعكم الأكيد للانحياز إلى جانب الحق في مواجهة ما يُحاك من دسائس لطالما إمتهنها النظام السوري وعمل على تنفيذها في منطقتكم كما في مناطق أخرى في كل أنحاء سوريا منذ إندلاع الشرارات الأولى للثورة التي رفعت شعارات الحرية والديمقراطيّة والكرامة.

إن حصانة مجتمعكم في رفض الانخراط في ما يُسمّى قوّة الدفاع الوطني التي لا تعدو كونها فرق شبيحة هدفها الوحيد التنكيل والقمع هو بمثابة دليل قاطع على عروبتكم ووطنيتكم، وأدعوكم للتيقظ والوعي لما قد يأيتكم في الأيّام المقبلة من حملات أمنيّة تضم مشاركين من مذاهب أخرى، فحذار الوقوع في الفخ والغرق في حربٍ مذهبيّة تصب في خدمة النظام وأهدافه المفضوحة.

أخيراً، وعلى الرغم من سوداوية الوضع القائم في سوريا نتيجة تعسف النظام وقمعه، من جهة، ونتيجة تخاذل المجتمع الدولي وتلكؤه في مساعدة الشعب السوري على نيل حريته، من جهة ثانية، ونتيجة صعود التيارات المتشددة التي سرقت الثورة وحرفتها عن مسارها مستخدمة الدين لتحقيق أهدافها؛ على الرغم من كل ذلك، فلا بد في نهاية المطاف من أن تنال سوريا حريتها وكرامتها، وهذا بفضل تضحياتكم وصمودكم مع أقرانكم من أحرار سوريا من مختلف المناطق والمذاهب والطوائف.