كيف قتل الصهاينة الفتى الفسلطيني الشهيد محمد أبو خضير؟

لا فارق بين اجرام وآخر و لا بين ارهاب همجي من هنا أو من هناك…فالإجرام والإرهاب يبقى واحدا سواء ارتكب من قبل تنظيمات ارهابية تتخذ من التطرف الأعمي مصدرا لإجرامها وارهابها أو ارتكب من قبل دولة عنصرية متطرفة تحظى بغطاء ما يسمى المجتمع الدولي…

لذلك لا فارق ابدا بين الإجرام الإرهابي الذي يرتكب على يد ما يسمى بتنظيم داعش… والإجرام الإرهابي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وآخر اوجه هذا الإرهاب الهمجي لإسرائيل تمثل في الجريمة البربرية التي ارتكبها الصهاينة  بحق الفتى الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير.

حيث كشف طبيب فلسطيني شارك في تشريح جثمان الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير (17 عاماً) ، أن نتائج عملية التشريح تشير إلى أن الأخير تم حرقه وهو على قيد الحياة، وأن ذلك هو سبب الوفاة.

وقال صابر العالول مدير معهد الطب العدلي )التشريحي)، المكلف من النيابة العامة الفلسطينية بمشاركة الجانب الإسرائيلي في تشريح جثمان أبو خضير، في اتصال هاتفي مع وكالة “الأناضول” التركية: “تبين خلال التشريح وجود مادة شحبار في المجاري التنفسية بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين، مما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة”.

وأشار العالول إلى أن “جسم أبو خضير أصيب بحروق من مختلف الدرجات، بالإضافة إلى تعرض الرأس إلى إصابة برضوض”، موضحاً أنه تم “اخذ عينات من سوائل وأنسجة جسم أبو خضير لفحصها مخبرياً ونسيجياً، للوصول إلى تقرير قضائي نهائي”.

وأكد النائب العام الفلسطيني محمد العويوي أن التشريح الأولي لجثمان الفتى أبو خضير أظهر أنه “أحرق حياً”، وأن السبب المباشر للوفاة هو الحروق ومضاعفاتها.

وقال العويوي في بيان، إنه “تبين من خلال التشريح وجود مادة شحبار بمنطقة الرغامى (المجاري التنفسية) بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين، مما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة”.

وأوضح العويوي أن التشريح أظهر أن “الحروق تغطي 90 بالمئة من سطح جسم الفتى، وأن منطقة الرأس تعرضت لإصابة بجرح رضي، وأخذت عينات ومسحات من سوائل وأنسجة الجسم لفحصها مخبرياً، لإعداد تقرير طبي نهائي”، مؤكداً أن المهم حالياً هو الوصول إلى الجناة ومعاقبتهم أشد عقوبة.

وكان الفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير مع بزوغ فجر الأربعاء تناول سحوره ، ثم استأذن والديه للصلاة وغادر قاصدا مسجد شعفاط القريب، لكن أيادي المستوطنين كانت أقرب من عتبات المسجد.

وتفيد روايات سكان الحي المقدسي، حيث منزل عائلة الشهيد، بأنه تعرض للخطف من قبل خمسة مستوطنين بعد مغادرته المنزل. وقالوا إن الخاطفين غادروا به الحي متوجهين للقدس الغربية، فتبعهم السكان إلا أن محاولات اللحاق بهم باءت بالفشل.

وفي ساعات الصباح أعلنت شرطة الاحتلال العثور على جثة محروقة عليها آثار تعذيب، وسرعان ما تبادر إلى ذهن الأهالي وعائلة أبو خضير أن الضحية هو الشاب الوسيم محمد، وهو ما كان.وتظهر صور نشرت على الإنترنت وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تمثيلا بشعا بالجثة، وآثار طعنات تنزف منها الدماء.

ويقول والد الشهيد إن الأخبار السيئة توالت وإنه استدعي بعد العثور على الجثة للتعرف عليها، لكن شرطة الاحتلال منعته من رؤيتها، واكتفت بإجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هوية محمد، وواصلت احتجاز الجثمان أمس واليوم بحجة إجراء التشريح.

الوالد المفجوع يقول بلسان يثقله الحزن إن “محمد كله ذكرى.. كان مؤدبا خلوقا مجتهدا في دراسته” واصفا استشهاده بأنه كانتزاع جزء من كبده لن يعوضه أي شيء، لكنه لا يجد عبارات مناسبة يصف بها الجريمة التي ألمت بابنه، مكتفيا بالقول إنه انتقام من طفل بريء لم يبلغ سن الرشد كان ذاهبا لأداء الصلاة.ويبدي أبو خضير ارتياحه لحجم التضامن معه والهبة الشعبية والإدانة الواسعة لجريمة الخطف والقتل، وطالب شرطة الاحتلال باعتقال الجناة بأسرع وقت دون مماطلة وإيقاع أشد العقوبات بهم، والعمل على لجم المستوطنين واعتداءاتهم.

من جهته يعلق ناشط مقدسي على التمثيل بالشهيد وحرقه بالقول إن اليهود أتخموا العالم حديثا عن المحرقة ومعاناتهم، واليوم استخدموا أداة التعذيب نفسها بحق طفل لم يتجاوز سن البلوغ.ومنذ العثور على جثامين ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم قبل ثلاثة أسابيع، تزايدت بشكل ملحوظ حدة التحريض على العرب والدعوات للقتل والانتقام والثأر من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها جنود وكتاب وحاخامات إسرائيليون، رغم عدم إعلان أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن قتلهم.

وفي مؤتمر صحفي لعائلة الشهيد اتهم رئيس مجلس محلي شعفاط إسحق أبو خضير الشرطة الإسرائيلية بالمماطلة في التحقيق، مشيرا إلى أن كل التسجيلات في منطقة الخطف تظهر الخاطفين وسياراتهم، لكن الشرطة تعدها غير واضحة.وأضاف أبو خضير أن والد الشهيد أبلغ الشرطة الإسرائيلية عن عملية الخطف فور وقوعها، وأن السيارة اتجهت نحو القدس الغربية، لكنها تقاعست عن متابعة المختطفين وبالتالي إنقاذ محمد من القتل.وترفض الشرطة الإسرائيلية الإدلاء بأي معلومات حول الشهيد أبو خضير، متذرعة بأن التحقيقات في الموضوع تخضع حاليا لأمر “حظر النشر” المفروض على القضية.

وذكرت صحيفة “القدس” المقدسية أن الشرطة الإسرائيلية استدعت أمس شابين من الحي للتعرف على مستوطنين يعتقد أنهم خطفوا وقتلوا وحرقوا جثة الفتى محمد أبو خضير، وبالفعل فإن احد الشابين تعرف على اثنين منهم وأكد للشرطة أنهما من نفذا عملية الخطف.

______________

(*) – هشام يحيى