لقاءات المصالحة الفلسطينية تغضب اسرائيل

اتفق الفلسطينيون على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة اسابيع في اطار جهود المصالحة الداخلية بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، مما اثار انتقادات المسؤولين الاسرائيليين في غياب اي تقدم في مفاوضات السلام المتعثرة مع اسرائيل.

واكد مصدر مشارك في اللقاء انه “تم التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة كفاءات خلال خمسة اسابيع”، مشيراً الى انه “تم ايضا احراز تقدم في ملف الانتخابات ومنظمة التحرير وسيتم استكمال اللقاءات غدا”.

بدوره قال خليل الحية القيادي البارز في”حماس” في تصريح عقب انتهاء الاجتماع ان “اللقاء شهد تقدما ملموسا في عدد من الملفات”.

وجاءت هذه التصريحات عقب لقاء استمر نحو ست ساعات بين قيادات حماس، وفي مقدمتها اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومتها وموسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ووفد منظمة التحرير برئاسة عزام الاحمد، مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح.

والى جانب الاحمد يضم وفد المنظمة، المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلا من النائب المستقل مصطفى البرغوثي ورجل الاعمال المعروف منيب المصري وبسام صالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني وجميل شحادة امين عام الجبهة العربية الفلسطينية.
وتجري المحادثات حول “تشكيل حكومة توافق وطني والانتخابات وتفعيل اطار منظمة التحرير الفلسطينية”.
وليست هذه المرة الاولى التي يعلن فيها الطرفان رغبتهما في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جهته اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض ان “الناس سمعت هذه الاخبار اكثر من مرة وانفعلت. وفي النهاية كان يتم خرق الاتفاق سواء من فتح او من حماس”.
بينما اشار المحلل السياسي هاني المصري الى ان “المصالحة الفلسطينية والمفاوضات مع اسرائيل حاليا تكتيكية، كل طرف له حساباته الخاصة” موضحا ان “هذه المصالحة لا تقف على اقدام ثابتة ومعرضة للانهيار في اي لحظة”.
الى ذلك اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتخريب عملية السلام.
وقال نتانياهو عند استقباله وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورس “بدلا من ان يختار ابو مازن السلام مع اسرائيل هو يختار المصالحة مع حماس”.
واضاف “هل يريد المصالحة مع حماس ام السلام مع اسرائيل؟ يمكن تحقيق احدهما فقط، املاً ان يختار السلام مع اسرائيل ولكن حتى الان لم يفعل ذلك”.

في المقابل وردا على تصريحات نتانياهو اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه “لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية”.

وقال عريقات “المصالحة مصلحة فلسطينية عليا”.

وعقد امس لقاء تفاوضي جديد بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور المبعوث الاميركي مارتن انديك.

واشار عريقات الى ان الاجتماع “استمر لساعات” موضحا ان “الهوة ما زالت عميقة والخلافات قائمة”، مضيفاً “سنواصل لقاءاتنا مع الوفد الاسرائيلي حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري وهو الموعد النهائي المحدد للمفاوضات”.

ومؤخرا تعثرت هذه المفاوضات وهي تقترب اكثر فاكثر من شفير الانهيار.
ورفضت اسرائيل ا مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتمديد مفاوضات السلام قبل اسبوع من انتهاء فترة التسعة اشهر المحددة للتوصل الى اتفاق.

واكد عباس خلال لقاء مع صحافيين اسرائيليين في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله امس استعداده لتمديد المفاوضات مع اسرائيل حتى ثلاثة اشهر بعد موعدها النهائي، شرط ان تجمد حكومة بنيامين نتانياهو بشكل كامل الاستيطان وان تقبل بمناقشة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وتشهد عملية السلام مأزقا منذ رفضت اسرائيل الافراج في 29 اذار عن دفعة رابعة واخيرة من الاسرى الفلسطينيين.