جلسة الاربعاء الانتخابية: الوسطيون يقررون

جليل الهاشم

قبل ساعات من موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ما زالت الصورة التي تحكم الاستحقاق الانتخابي ضبابيه في ظل الانقسام العامودي والافقي الذي تعيشه البلاد على المستوى السياسي وفي المجلس النيابي.

ما يبدو واضحا في ظل كثافة الغبار السياسي، هو ذهاب قوى 14 آذار موحدة الى جلسة الانتخاب، خلف مرشحها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بعد ان أعلنت كتلة تيار المستقبل النيابية أمس تبنيها ترشيح جعجع، وكذلك حزب الوطنيين الاحرار وسواه من السمتقلين في قوى 14 آذار، وهذا ما يعطي جعجع في جلسة الانتخاب الاولى ما يقارب من 57 صوتا.

في الجهة المقابلة لا تزال الصورة غامضة، وتتأرجح بين تأييد النائب إميل رحمه، إلا أن هذا التأييد سحب من التداول، بعد رفض العماد عون والنائب سليمان فرنجيه هذا الامر.
وبين التصوييت للنائب سليمان فرنجيه، إلا ان المعلومات تشير الى ان فرنجيه رفض رفضا قاطعا ان يكون مرشحا بديلا، يتم استعمال ترشيحه لإيصال العماد عون الى بعبدا، على اعتبار ان عون هو مرشح توفيقي وتوافقي.

وبين ايضا التصويت للعماد عون، وهو الامر الذي لم يحسمه عون بعد، خصوصا ان التصويت لعون في الجلسة غدا الاربعاء، سيضعه في موازاة رئيس حزب القوات سمير جعجع، بفارق صوت ربما لصالح احدهما، وهذا ما سيضع الاستحقاق الرئاسي في عنق الزجاجة إذ ان الكتلة الوسطية لن تصوت لاي من عون وجعجع، وتاليا يؤثر الجنرال ان يبقي ترشيحه لما بعد الجلسة الاولى إفساحا في المجال امام مزيد من المشاورات قد تسهل وصوله الى بعبدا.

مصادر سياسية في بيروت رجحت ان تلجأ قوى 8 آذار الى التصويت بورقة بيضاء، من اجل كشف حجم التأييد لجعجع اولا، وحجم الممتنعين والوسطيين، الذين رجحت مصادرهم ان يصوتوا للنائب هنري حلو من جبهة النضال الوطني، من اجل التمايز عن كتلة 8 آذار، في حال تم اعتماد التصويت بورقة بيضاء في صفوف قوى 8 آذار.

تزامنا استبعدت مصادر سياسية ان يلجأ الرئيس نبيه بري الى تعيين جلسة انتخاب ثانية غدا، وفي حال تعيينها لن يتأمن لها النصاب القانوني، مما يعطي الكتلة الوسطية دورها التقريري في انتخاب الرئيس المقبل، خصوصا ان اصوات قوى 8 و 14 متقاربة جدا، وهذا ما يفسح في المجال امام النائب وليد جنبلاط من اجل تأكيد دور المختارة التاريخي في الانتخابات الرئاسية، فالمرشح التوافقي يمر في المختاره اولا.

وفي معزل عن مجريات جلسة الغد التي بات مؤكدا انها لن تشهد ولادة الرئيس العتيد، توقفت مصادر سياسية في بيروت، عند حركة رئيس حزب القوات اللبنانية ترشيحا وبرنامجا انتخابيا رئاسيا وحركة اتصالات سياسية، حيث انها المرة الثانية التي يعلن فيها مرشح رئاسي عن ترشحه اولا وعن برنامجه الانتخابي الرئاسي ثانيا، بعد النائب السابق المرحوم نسيب لحود، ولكن جعجع أضاف الى هذا المشهد سلسلة اتصالات أفضت الى ايصال برنامجه الانتخابي الى جميع النواب، وهو يؤكد لبننة الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، من خلال علنية الترشح، والبرنامج، بعيدا من “صفقات” تحت الطاولة التي كانت تجري في السابق في السفارات وفي دوائر وزارات الخارجية في غير دولة.