نهاية “الصراع على سوريا” بعد ان دمرها بشّار!!

د.صلاح ابو الحسن

ستجري الانتخابات الرئاسية في سوريا في حزيران المقبل.. وسُينتخب بشار الاسد رئيسا لـ”لجمهورية العربية السورية”، بمن بقي في سوريا “حيا”.. وسيُنتخب حتما بنسبة 99%، رغم “أنوف” النازحين والمهجّرين وسجناء الفكر والرأي.. ومن يُعرّفهم النظام بـ”التكفيريين والعملاء”.. ولو كان هؤلاء يتجاوزون ثلثي الناخبين السوريين.

لا يهمّ.. الأهم ان تكون نتائج فرز صناديق الاقتراع 99%، طالما ان كل الباقين لا يُحتسبون.. من شعب سوريا!!

نتائج الانتخابات الرئاسية أُعلنت سلفا من الناخبين “الكبار”.. في حزيران يجري فقط “التصديق” رسميا على النتيجة!!.. والناخبون معروفون: ايران وحزب الله وروسيا.. وجميعم اعلنوا الفوز.

الاسد الاب، عرف كيف يدير اللعبة العربية والاقليمية والدولية.. الى حد ارتهان “حماته” لمصلحة الدور السوري العربي والاقليمي.. وليس العكس.. ينتصر بفضل دعمهم.. ويُسجّل الانتصارات لنفسه.. يبيع الغرب هدوء جبهة الجولان وسلامة حدود اسرائيل من لبنان الى سوريا.. وتحجيم و”شرذمة” الفصائل الفلسطينية..ويبيع ايران “الممانعة” ودعم حزب الله.. ويبيع روسيا القاعدة العسكرية في اللاذقية.. البائع حاضر والمشتري “كريم”..

الاسد الابن سلّم “أمره” لولاية الفقيه.. حوّل سوريا الى “محافظة ايرانية”.. خاصة بعد خروجه من لبنان عام 2005، اثر اغتياله الرئيس رفيق الحريري.. ارتهن لكل “أصدقاء” والده دون ثمن.. والده كان يقبض الثمن بأسعار عالية.. فيما الابن دفع ويدفع الثمن غاليا.. دمارا وخرابا.. ويكفي انه انهى دور سوريا العربي والاقليمي وبات “وكيلا” وليس رئيسا.. وخسرت سوريا معه دورها العربي والاقليمي..

المشترك بين الاب والابن، السجون والتصفيات داخل الحزب وخارجه والاغتيالات السياسية.. اما في القتل، فقد تفوق الابن على ابيه، والفارق بينهما في عدد الضحايا فقط.. اما في تدمير سوريا وتاريخها فلم يسبقه احد..

حافظ الاسد زاد على تاريخ سوريا انماء وعمرانا وتحديثا.. فيما الابن دمّر تاريخ عمره آلاف السنين..

مستشارة بشار الاسد بثينة شعبان عبرت عن استيائها لما نُقل عن “محطات صديقة بثت مقابلات وتقارير، توحي نوعاً ما بأن سورية ودولتها لم تكونا لتصمدا لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب”..

لكن “المستشارة” تراجعت عما قالته بعد ابلاغها غضب “المحطات الصديقة”.. وابلاغها ان التقارير صحيحة ولا حاجة للانكار.. والتضييق على وسائل الاعلام “الصديقة” لا يُفيد!!..

اما قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الايراني علي حاجي زاده، فكان أكثر وضوحا، عندما قال: “بقاء الرئيس السوري في السلطة وعدم سقوط نظامه يعود في جزء كبير منه الى رغبة إيران في استمراره”..

ولعل الشيخ نعيم قاسم كان أكثر وضوحا، “منعا لأي الاباس”، عندما أفصح عن حتمية انتصار بشار الأسد في الانتخابات، من أجل “ادارة البلاد”.. نعم، إدارة شؤون سوريا هي لبشار الاسد.. اما الأمر فهو لولي الفقيه وحلفائه في المنطقة..

ولا داعي للانكار ان الفضل لانتصار النظام السوري ولاعادة انتخاب بشار الاسد، يعود الى حدّ كبير.. لدور حزب الله في المعارك من القصير الى القلمون مرورا بدمشق وريفها..

قوات حزب الله وفيلق القدس وغيرهم، هم من يسجّلون الانتصارات في المعارك.. وجيش النظام “يتبناها” في وسائل الاعلام.. حزب الله تحدّث أكثر من مرّة عن عدم كفاءة جيش الاسد.. حتى انه يوجّه نيرانه على قوات “الحزب” لعدم كفاءته.. واصابع الاتهام حول استشهاد اعلاميي محطة “المنار” تشير الى “تواطوء” جيش النظام مع الجيش الحر؟؟!!..

لكن السؤال من جديد هو: لمن ستُهدى هذه الانتصارات؟؟ والجواب حتما ليس للشعب السوري وليس لسيادة الدولة السورية!!!.. من ينتصر وحده يستثمر.. مسكين الشعب السوري عندما يحكمه حزب “فارغ” الا من الشعارات الشعبوية..

من الخاسر ومن الرابح في الازمة السورية؟؟.. اذا افترضنا ان الرابح الاول اسرائيل.. فمن هو الرابح الثاني والثالث و.. لكن، نحن متأكدون من هو الخاسر الاول والاخير..

عام 1967، عام النكسة والهزيمة العربية، “خسرنا الارض ولكننا ربحنا النظام”.. اليوم مع بشار، خسرنا عظمة وهيبة ودور سوريا.. ولو ربحنا النظام “المسخ”.. المرتهن!!..

ربما أهم نتائج الحرب السورية وأهم انتصارات النظام “البعثي”، هي في الحرب التي خاضها ضدّ شعبه وضدّ تاريخ سوريا “المجيد”، والأسد الابن الذي كان “باش كاتب” للجمهورية العربية السورية.. سيترقى بعد فوزه.. الى جندي في “الحرس الثوري الايراني”.. او “محافظ” برتبة رئيس..

واخيرا، حرام ان تصل سوريا الى هذا “الدرك” السياسي، بفضل الغباء والتخلف “البعثي”، فتصبح مرتهنة للجمهورية الاسلامية الايرانية.. التي “تراجعت” مؤخرا عن برنامجها بإعطاء 90% من الشعب الإيراني مساعدة مادية بقيمة 15 دولاراً شهريا.. نتيجة تورطها في ازمات المنطقة..

وماذا كان ليكتب “باتريك سيل” عن سوريا اليوم، لو كان لا يزال على قيد الحياة؟؟.. سوريا التي عرفها وعشقها و”صاهرها” باتريك سيل انتهت مع بداية حكم بشار الاسد.. حتما كان يتمنى لو انه “رحل” قبل رؤية سوريا تتدمّر بالبراميل الروسية.. والكيماوي السوري..

هل كان كتابه الجديد سيحمل عنوان: نهاية “الصراع على سوريا” بعد ان دمرها بشّار؟؟!!..