مواجهات عنيفة في الأقصى بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية

تفجرت مواجهات هي الأعنف منذ أشهر داخل ساحات المسجد الأقصى،الاربعاء، بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بعد الاقتحام الذي نفذته قوات إسرائيلية للمنطقة، في محاولة لإخراج المعتكفين من داخل المسجد.

وقالت مصادر طبية فلسطينية وإسرائيلية إن نحو 20 فلسطينيا وشرطيا إسرائيليا أصيبوا بجروح في المواجهات التي استخدم فيها الفلسطينيون الحجارة والزجاجات والأحذية، واستخدم فيها الإسرائيليون الرصاص المغلف والقنابل الصوتية والغازية.

وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن «نحو ألف جندي إسرائيلي اقتحموا وحاصروا المسجد من أجل إخلاء المعتكفين بداخله قبل أن ينسحبوا دون تنفيذ المهمة».

وكان شبان من القدس وعرب 48 وصلوا الأقصى وتمكنوا من الدخول إليه خلال اليومين الماضين تلبية لنداء «النفير» الذي أطلقه مسؤولون فلسطينيون من أجل الدفاع عن المسجد في وجه الهجمات التي دعت إليها جماعات يهودية متطرفة للصلاة في المكان، في عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الاثنين الماضي ويستمر حتى السبت.

وعادة ما يستغل غلاة اليهود الأعياد في كل عام من أجل تنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى الذي يضم إلى جانب المسجد، قبة الصخرة وحائط البراق (المبكى)، الذي يعتبره اليهود مقدسا لأنه يؤوي بحسب عقيدتهم «الهيكل».

وتدعو هذه الجماعات إلى بناء الهيكل مكان المسجد. وكان جماعات متطرفة دعت أمس إلى «الحج الجماعي» وتأدية صلاة الشكر داخل الأقصى للتأكيد على قدسية المكان.

وعلى مدار اليومين الماضيين خلفت محاولات اقتحام المسجد مواجهات متفاوتة أصيب وأعتقل خلالها فلسطينيون.

ويخشى الفلسطينيون من وجود نيات إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل والذي يصلي فيه مسلمون ويهود كل في منطقة محددة له.

وحذرت السلطة الفلسطينية من جر المنطقة إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه، إذا مست إسرائيل بالوضع في الأقصى، وقالت المملكة الأردنية التي تشرف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس إنها لن تسمح بتغيير الوضع القائم تحت أي ظروف.

وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى محمد حسين إن «العواقب التي يمكن أن تجرها وتيرة اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى لا يمكن السيطرة عليها».

وأضاف في بيان أن «استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية وشيكة». وتابع: أن «سلطات الاحتلال تحاصر المسجد الأقصى وتمنع المصلين من الدخول إليه، وتفرض عليه حصارا مشددا، وتقتحمه بين الحين والآخر، وترعى الجماعات الاستيطانية المتطرفة التي تعيث فسادا في الأرض».

وأكد حسين أن المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك أو وضع اليد عليهما، إنما هو ضرب من الخيال لأن المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال وجهها وهويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق.