تفاهمات دولية وإقليمية في مسقط تنعكس إنفراجات في لبنان

جليل الهاشم

فجأة حلّت النعم على اللبنانيين، وبدأوا يتلمسون إنفراجات كانت قبل أيام من المستحيلات.

تشكلت الحكومة الحالية، ونالت ثقة المجلس النيابي، بسحر ساحر، بعد تأخر دام اكثر من 11 شهرا، وبدأت اعمالها من دون عراقيل تذكر.

البداية كانت مع الخطة الامنية في طرابلس، والتي ستمتد بقاعا وزجنوبا وصوصلا الى العاصمة بيروت، جارفة في طريقها عقبات كأداء من خطوط تماس تعود في طرابلس الى منتصف ثمانينات القرن الماضي، ومطلوبين وزقادة محاور ورؤوساء احزاب وتنظيمات.

في طرابلس، من كان يعتقد ان علي عيد وابنه رفعت سيفران تحت جنح الظلام من جبل محسن، وكذلك سيتبخر قادة المحاور في باب التبانة والقبة والحارة البرانية والريفا والاسواق الداخلية ويتم اعتقال بعضا من بينهم في ما تتواصل مطاردة الفارين، كم عمدت القوى الامنية الى إزالة المتاريس والدشم من شارع سوريا وأعدات خطوط التواصل بين المنطقتين، وشهدت مدينة طرابلس قبل ايام مهرجانا فنيا ورياضيا شارك فيه اكثر من 40 الف مواطن طرابلسي وشمالي عكس الوجه الحقيقي للمدينة!

ونعمة الامن انتقلت من الشمال الى البقاع، فالقي القبض على اخطر المطلوبين والمتهمين بالتورط في نصب كمائن للجيش اللبناني وإطلاق نار وأعمال سرقة سيارات واعمال خطف لقاء فدية، خلافه ودخلت القوى الامنية الى حي الشروانة وبريتال وسواها من المناطق التي كانت تشكل بؤرا امنية يحظّر على القوى الامنية مجرد التفكير حتى في مداهمتها.

وفي حين يرتقب ان تنتقل الخطة الامنية الى مدينة صيدا وجوارها فبل ان تحط رحالها في العاصمة، يواصل المدعي العام إصدار مذكرات توقيف في حق مخلين بالامن، من ابرزهم شاكر برجاوي، الذي قيل إنه فرّ الى فنزويلا في اعقاب الاحداث التي شهدتهكان الا منطقة الطريق الجديدة جنوب المدينة الرياضية.

تزامنا بدأت الحكومة الحالية إجراء سلسلة تعيينات إدراية، من دون إعتراضات او عراقيل تذكر، في حين ان المجلس النيابي الذي فتح ابوابه بعد طول إقفال يسابق الوقت في التشريع، ويشكل هذه الايام خلية نحل لا تهدأ ولا تكل.

ومن المفاجآت أيضا ما يقوم به الوزير بطرس حرب من دون إعتراضات تذكر في وزارة الهاتف، حيث سجل خرقين رئيسيين في سياسة الوزارة، الاول يتعلق بداتا الاتصالات وتسهيل اعمال القوى الامنية والمحكمة ذات الطابع الدولي، والثاني صرف مستحقات البلديات بعد طول تجميد من قبل الوزراء السابقين.

مصادر متابعة قالت إن ما يجري هو خطوات “بناء ثقة” في تفاهم دولي إقليمي يتضمن بؤر توتر شرق اوسطية هي العراق وسوريا ولبنان،مشيرة الى ان مسقط تشهد لقاءات بعيدة عن الاعلام بين مفاوضين إيرانيين واميركيين اتفقوا على تبريد الساحتين اللبنانية والعراقية، على ان تبدأ عملية “بناء الثقة” من لبنان يليها العراق، من دون التوصل الى اتفاق في شأن سوريا.

وتضيف المصادر ان ما تشهده الساحة اللبنانية من انفراجات ما هو إلا بداية هذه العملية المرشحة الى مزيد من الانفراجات، في حين ان بداية المسيرة عراقيا تبدأ بإقصاء رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، والعمل جار للبحث عن بديل للمالكي يكون قادرا على إعادة اللحمة الى الشعب العراقي بمكوناته كافة.