لبنان: استمرار تراجع السياحة 12 في المئة بسبب التطورات الأمنية والسياسية

أعلنت وزارة السياحة اللبنانية استمرار تراجع الحركة السياحية الوافدة بنسبة 12 في المئة في أول شهرين من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأشارت إلى تراجع حركة الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت خلال الشهرين بنسبة 4.77 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، مسجلة 826 ألفاً و582 راكباً.

وانعكست التطورات السياسية والامنية في لبنان على القطاع السياحي، في الوقت الذي كانت الشركات السياحية تنتظر بوادر حلحلة  لهذا القطاع بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام لتدوير عجلة الحركة الاقتصادية في لبنان، ولا يزال التراجع سيد الحركة منذ العام 2011 وحتى اليوم.

وتشكل السياحة نحو 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبنان، بإيرادات تصل إلى 8 مليارات دولار سنويا.

وقال رئيس “اتّحاد النقابات السياحيّة” نقيب “أصحاب الفنادق” بيار الأشقر انه “مبدئياً لا حياة للقطاع السياحي سوى بالأمن والاستقرار اللذين يؤثران إيجاباً في الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة”.

ويكشف أن “السياحة تعاني وتنازع، وفوق ذلك يلتزم أصحاب المؤسسات والمستثمرون دفع ما يتوجب عليهم من رسوم وضرائب، ومن يتأخر يتعرض للغرامات، بسبب أننا نعيش في اقتصاد سلم لا حرب الذي لا ندفع فيه كل هذه الفواتير”.

وأكد أن مالكي فنادق وشقق مفروشة ومستثمرين لبنانيين، يعدون العدة للانتقال إلى خارج البلاد، وتحديداً إلى أربيل في شمال العراق، لعلّهم يتمكنون من تعويض جزء من الخسائر التي يتكبدونها في لبنان منذ ثلاث سنوات، كما بدأت بشائرها تلوح مع الشهرين الأولين من 2014.

وقالت وزارة السياحة اللبنانية إن عدد الوافدين بلغ خلال العام 2013 ، بلغ  نحو 1.2 مليون وافد  بينما كان عددهم في العام 2012 ، نحو 1.3 مليون وافد، وبلغ عددهم في العام 2011، 1.6 مليون أي بتراجع 23 في المئة وبلغ عددهم عام 2010 نحو 2.1 مليون سائح.

وحقق لبنان رقما قياسيا في عدد السياح الذين يأتون إليه خلال العام 2010، وكان يمكن ان يستمر هذا الرقم في الارتفاع لو استمرت الاحوال السياسية والامنية هادئة.

ولكن مع عودة التجاذبات السياسية والتوترات الامنية الى لبنان وخصوصا في العام الماضي ولا سيما خلال كانون الاول (ديسمبر) الماضي حيث كان يأمل المعنيون بالقطاع السياحي تعويض ما فاتهم خلال اشهر السنة ومنها اشهر الصيف لكن الانفجار “الارهابي” الذي وقع في منطقة ستاركو وأدى الى مقتل الوزير السابق محمد شطح وعدد من المواطنين أطاح  بكل الآمال والتمنيات.

أما بالنسبة الى نوعية السياحة، فبعدما كان السعوديون يحتلون المرتبة الأولى في قائمة السياح في العام 2010 بحيث كان عددهم يتجاوز الـ150 الف سعودي تراجع هذا العدد الى 40 الفا و958 سعوديا، بينما احتل السياح العراقيون المرتبة الاولى ب 141 الفا و986 عراقيا وجاء الاردنيون في المرتبة الثانية بـ 78 الفا و18 والمصريون في المرتبة الثالثة ب 63 الفا و578، وجاء السعوديون في المرتبة الرابعة ب 40 الفا و958.

وهذا التحول في نوعية السياح يعود الى الحظر الخليجي للرعايا الخليجيين بعدم المجيء الى لبنان مما أدى الى تراجع حركة السياح الخليجيين فبلغ عددهم في كانون الاول (ديسمبر) الماضي أكثر من 8 الاف منهم 3,850 سائحا سعوديا، البحرين 707 سياح، الكويت 2,577، الامارات العربية 851.

وغربيا، جاء الاوروبيون في المرتبة الاولى، اذ بلغ عددهم في العام الماضي 433 الفا و390 أوروبيا منهم: 171 الفا و688 فرنسيا، ثم الالمان 61 الفا و688 ، و48 الفا و504 سائحا بريطانيا.

وبلغ عدد السائحين الأمريكيين الوافدين إلى لبنان 209 الاف و580 سائحا منهم 103 الاف و483 من الولايات المتحدة  و71 الفا و483 كنديا و13 الفا و603 سياح برازيليين. وهذا العدد قد يضم لبنانيين يحملون الجنسيات الاميركية والكندية والبرازيلية.

ويلاحظ وجود تغيير في الاقبال السياحي بين شهر وآخر، فخلال فصل الصيف بلغ عدد السياح في حزيران (يونيو) 136 الفا و256 وافدا بينما بلغ عددهم في تموز (يوليو) 129 الفا و922.

وقد حاولت وزارة السياحة اللبنانية جذب السائح العربي عبر استراتيجية جديدة تتجه الى اسواق موجودة ومنها الاسواق العراقية والاردنية والمصرية والجزائرية.