الحكومة الجديدة وجبال من الهموم

محمود الاحمدية

في ظلّ حكومة فاضلة الفقر عار، وفي ظلّ حكومة سيّئة الغنى هو العار … والحكومة المثلى هي حكومة القانون والمؤسّسات لا حكومة الرّجال والأشخاص… ضمن هذين المبدأين، نحن بعيدون جدّاً عن الحكومة الفاضلة والحكومة المثلى ومن الممكن الأمل في أجيال قادمة نظيفة كقلب الصباح متألقة كنجمة بعيدة في سماء صافية لا غبار فيها ولا عفن!! ولْنَعُدْ الى أرض الواقع وحتى نكون منصفين وواقعيّين لابدّ من قول الحقيقة كاملة عارية واضحة…

1 – تشكيل الحكومة الجديدة الحاليّة أهمّ بما لا يقاس من البقاء عبر حكومة تصريف الأعمال الجثة الهامدة والشاهد على تزوير يومي لحياة الناس والعباد والفوضى على كلّ الأصعدة…

2 – هناك تحدٍّ حقيقي هو البيان الحكومي وصعود الدخان الأبيض بطريقة واضحة لا لبس فيها ولا لعب على اللغة العربيّة الغنيّة عبر حروفها ونقاطها وجملها، بتدوير كلّ الزوايا.

3 – تجاوز مفصل تاريخي أساسي وهو انتخاب رئيس جمهورية جديد بأمان وإيصال من يمكنه أن يكون رئيسا” لبنانيّاً نعم لبنانيّاً حقيقيّاً يطبّق الدستور الذي فيه يقسم الرئيس بحماية وطنه وتطبيق كلّ القوانين التي تصنع حرّية وسيادة هذا الوطن وهنا لابدّ من تحية خاصة ومخلصة ومن قلب ضمير كلّ لبناني حرّ شريف هو المواقف التاريخيّة التي قام بها فخامة الرئيس ميشال سليمان الذي وبالرغم من كلّ المصائب والمصاعب استطاع تجسيد كرامة اللبنانيّين بمواقفه السياديّة.

4 – تنظيم مسألة الأخوة النازحين السوريين والتي أصبحت مشكلة المشاكل على كلّ صعيد.

5 – الملف الأمني الأخطر والأهمّ والقدرة على فرض هيبة الدولة وخاصة هناك دعم بقيمة 3 مليار دولار أميركي للجيش اللبناني من المملكة العربية السعودية وبدعم فرنسي حقيقي مما يقوّي منطق الدولة .

6 – التحدّي الأكبر كيفيّة المواءمة بين مشاركة اللبنانيين في الحرب السورية ومنطق الدولة التي يجب أن تحافظ على حدودها وتحميها ونصبح مثل كل الدول على سطح هذا الكوكب لنا حدودنا الثابتة لا المطّاطة !!

7 – أما الملفّات الأخرى الخاصّة بكل القضايا الإجتماعية وعلى رأسها الخبز والكرامة فهي جبال من الهموم والمصائب والفضائح والسرقات والفساد، كلّ الناس تنظر بذهول ماذا ستفعل هذه الحكومة!!

8 – الملفّ الوحيد الذي أحبّ أن أؤكّده وأعقّب عليه هو الملف البيئي الذي يحمل في طيّاته كلّ التناقضات السياسيّة وكأنّ أمراض السياسيّين انتقلت إلى بعض البيئيّين في بلد يكفيه ما يكفيه من سياسة العهر والكيديّة والتّشاوف والطهمزة وتعريض الزّنانير على المرئيّات…

ولنا مؤتمر صحافي وتوجّه إلى معالي وزير البيئة في هذا المجال… تمنّياتنا من القلب لهذه الحكومة أن تجسّد طموحات اللبنانيّين كلّ اللبنانيّين مع تسليط الضوء على موقفين تاريخيّين أفضيا الى تأليفها: سياسة وليد جنبلاط بالذات وظهور سعد الحريري كرجل دولة من طراز رفيع وقيادة حكيمة شجاعة لفخامة الرئيس سليمان والمواكبة والمثابرة من قبل الرئيس تمام سلام… عدا عن الغطاء الإقليمي …

ويبقى السؤال الذي يُطرح دائماً وأبداً مع إطلالة كلّ حكومة جديدة من قبل كلّ مواطن لبناني: هل بدأنا رحلة العدّ العكسي في رحلة إعادة لبنان إلى الطريق الصحيح الموصل للدولة المنشودة؟؟

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة