هل طويت صفحة أمير كتائب عبدالله عزام “ماجد الماجد”؟

لا تزال قضية أمير “كتائب عز الدين القسام” ماجد الماجد على الرغم من وفاته تشغل اهتمام ومتابعة عدد كبير من الاجهزة الأمنية المحلية والخارجية المعنية بطريقة أو باخرى بقضية الماجد وتاريخه الإرهابي الطويل الذي دفنت أسرارا كثيرة  بموته.

وقد توفي الماجد الذي كان موجود تحت الحراسة المشددة في أحد المستشفيات حيث يخضع للعلاج بسبب مرض في الكلى،الأمر الذي استدعى  أن تتولى لجنة الأطباء المتخصصة في شؤون الفشل الكلوي والإلتهابات والرأس  التي شكلها النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود متابعة أسباب وفاة الماجد بعد أن تنامت  أجواء التشكيك بالتقرير الأساسي الذي وضعه أحد الأطبّاء الشرعيين، ونتيجة المواقف التي عبّرت عنه بعض القوى الإقليمية.  وفي هذا السياق تشير المعلومات بإن اللجنة الثلاثية قرّرت العودة الى التقارير الطبّية التي رافقت العلاج الذي خضع له الماجد من مستسفى حامد في البقاع الغربي الى مستشفى المقاصد، وصولاً الى المستشفى العسكري في بيروت. وأشارت الى انّ امام اللجنة بعض الوقت لوضع تقريرها النهائي قبل تسليم جثّة الماجد الى عائلته.

إلى ذلك، تسلّم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مذكّرة من السفارة السعودية تفيد أنّ شقيق الماجد يطلب ترحيل جثمان شقيقه الى المملكة لدفنه هناك، وقد أحالت الوزارة المذكّرة الى الجهات اللبنانية المختصّة لاتّخاذ ما تراه مناسبا. مؤكداأنّ “زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف في 13 الشهر الجاري هي في إطار البحث في العلاقات بين البلدين وليس لها دخل بقضية أمير كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد”، مشيراً في حديث صحفي الى أنه “لم يتلقَّ ايّ طلب ايراني للمشاركة في التحقيق في ملابسات وفاته، بل إنّ هذا الموضوع يبحث بين مخابرات البلدين، بينما الطلب الذي كنّا قد تلقّيناه هو المشاركة في التحقيق قبل وفاته. وفي هذا الإطار، أعلن السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أنه “يتوقع بشكل كبير أن يتم تسليم جثمان أمير كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد إلى السفارة اليوم، ليتم ترحيله إلى السعودية على الفور”.وأوضح في حديث إعلامي إن  السعودية ان “السفارة تتابع الإجراءات النظامية المتعلقة بالمتوفى مع السلطات اللبنانية، وإنه بمجرد تسلم الجثمان سيتم إرساله على أول طائرة مغادرة إلى الرياض”.

وقد أشارت مصادر متابعة لملف الماجد بأن  التركيز على ملف أمير كتائب عبداللع عزام ماجد الماجد الطبي، وإزالة أي التباس قد يكتنف وفاته، جاء بعد اتهامات مبطنة من جهات خارجية، لا سيما من إيران التي شككت على لسان أكثر من مسؤول بملابسات وفاته، وطلبت المشاركة بالتحقيق في أسباب وفاته، باعتبارها معنية بأمره لتبني كتائب عبد الله عزام التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقر سفارتها ببيروت”.وأكدت المصادر أن “لبنان يرفض أي اتهام يطاله أو يطال مؤسساته لا سيما مؤسسة الجيش اللبناني، والإيحاء بأن هناك من عمد إلى تصفية الماجد من أجل إخفاء اعترافاته أو ما يحمل من أسرار

من جهة أخرى، اعتبر مصدر فلسطيني فتحاوي لـ المركزية ، ان الحديث عن تعيين توفيق طه “ابو محمد”، اميرا لكتائب عبدالله عزام خلفا لماجد الماجد هو زج مباشر لمخيم عين الحلوة مرة جديدة في اتون الصراعات والحرائق الملتهبة التي تشهدها المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية المحيطة، مؤكدا ان طه الذي صدرت في حقه 43 مذكرة من القضاء اللبناني حول الاعتداء على الجيش واليونيفل واستهداف الامن والسلم اللبناني، “يلازم منزله في المخيم ولا يتحرك الا الى الجامع ولم نر حركة غير عادية او مشبوهة جديدة من قبله، ويتبنى الفكر الاسلامي المؤيد للثورة في سوريا.”

واعلن المصدر ان هذه المعلومات دفعت القوى الوطنية والاسلامية في المخيم الى عقد اجتماع لتدارس الموضوع المذكور وكل المواضيع الامنية المتعلقة بالمخيم، حيث صدر قرار يؤكد سياسة الحياد الايجابي والنأي بالنفس للمخيم عن كل الحوادث الدائرة في لبنان والمنطقة العربية.

من ناحيتها، اكدت مصادر امنية في الجنوب انها رصد تحركات لما يسمى فتح الاسلام وجند الشام في مخيم عين الحلوة وتحديدا للمدعو توفيق طه الذي يعتبر نائبا اول لرئيس كتائب عبدالله عزام المتوفى ماجد الماجد، وذلك اثر الاعلان عن وفاة الاخير، مشيرة الى تحركات لمسلحين اسلاميين في حي الطوارئ في المخيم، وهما هيثم الشعبي ومحمد الشعبي، والاخير من مجموعة شاكر العبسي. وفي حي الصفصاف للمدعو اسامة الشهابي، وفي حي الطيرة لبلال بدر، والمطلوب للعدالة اللبنانية محمد حجير، بتهمة المشاركة في تفجيري السفارة الايرانية الذي تبنته كتائب عزام، والذي رفض تسليم نفسه، ويتخفى في جامع في حي الطيرة بحراسة بدر، معلنة ان هيثم الشعبي لوحظ يتحرك بحماية 5 مسلحين من جند الشام في الطوارئ.

واوضحت ان عناصر فتح الاسلام وجند الشام انضوت تحت لواء “جبهة النصرة” و”كتائب عبدالله عزام”، ومنبعها القاعدة، ويتجاوز عدد عناصر هذين التنظيمين الـ70 عنصرا، معظمهم خلايا نائمة استفاقت مؤخرا بعد وفاة الماجد، مضيفة ان كل تحركاتها تحصل ليلا وان فتح لم تعد قادرة على ضبط هؤلاء العناصر الذين يتولون التدريب وتجنيد عناصر جدد لمعركة لم يحن اوانها، مؤكدة وجود حركات مماثلة في مخيمات البرج الشمالي والرشيدية وبرج البراجنة وشاتيلا، وان هذه المجموعات تعتمد التواصل عبر الشبكات العنكبوتية خشية انكشاف امرها.

هذا وقد أفادت تقارير بأن ثمة مخططات كان الماجد ينوي تنفيذها،مشيرة بأن  أسم الماجد برز مع تسلمه قيادة تنظيم كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام صيف 2012. وقد صنفت الولايات المتحدة هذه الجماعة بأنها منظمة إرهابية.ويُعد الماجد أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة بالمشرق العربي وزعيم ما يعرف بكتائب عبد الله عزام في بلاد الشام والتي تبنت سلسلة عمليات بلبنان والمنطقة، وهو مطلوب لدى عدة دول من بينها الولايات المتحدة والسعودية التي أدرجت اسمه ضمن قائمة 85 مطلوباً بتهم الإرهاب.

وأفادت تحريات السلطات أنه دخل لبنان قبل أسبوعين من توقيفه، وكان يستخدم جواز سفر غير مزور لكن باسم آخر.

ووُلِد الماجد مطلع أغسطس/آب 1973 في العاصمة السعودية الرياض.قدم إلى لبنان عام 2006، وشارك مع جماعة “فتح الإسلام” المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة بمعركة مخيم نهر البارد ضد الجيش اللبناني عام 2007، ومن ثم انتقل إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة صيدا. وفي عام 2009، أصدر لبنان حكماً غيابياً بسجن الماجد مدى الحياة لانتمائه إلى جماعة “فتح الإسلام”.

وقد نسبت مصادر صحفية إلى تقارير بأنه أمير كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة، وأنه هاجر من مخيم عين الحلوة بلبنان إلى سوريا أواخر مارس/آذار 2013، وبايع أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، وهو حالياً قائد بارز في تنظيم القاعدة.

وتلك الكتائب نسبة للدكتور عبد الله عزام القيادي الجهادي الأردني من أصل فلسطيني الذي ذهب لقتال السوفيات بأفغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي وقضى اغتيالا في باكستان عام 1989. وقد تأسست كتائب عبد الله عزام بعد 2005 بوصفها جماعة منبثقة عن تنظيم القاعدة بالعراق، ومهمتها -وفق المراقبين- مهاجمة أهداف في لبنان وبقاع أخرى بمنطقة الشرق الأوسط.

وتتهم الكتائب بتنفيذ العديد من الهجمات بلبنان والمنطقة، وبينها تفجيرات منتجعات طابا ونويبع وشرم الشيخ بمصر، وإطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل في عدة مناسبات، وكذلك استهداف ناقلة نفط يابانية قرب سواحل الإمارات، وتفجير السفارة الإيرانية ببيروت في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

ويعتقد مراقبون أن هذا التنظيم جماعة متفرعة عن تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة.

فارق الماجد الحياة يوم 4 يناير/كانون الثاني 2014 إثر تدهور صحته بعد نقله إلى المستشفى العسكري في بيروت حيث كان يخضع لغسل الكلى تحت حراسة مخابرات الجيش.

_________

(*) – هشام يحيى