من هو امير كتائب عبد الله عزام “ماجد الماجد” الذي أوقفته مخابرات الجيش اللبناني؟

بعيدا عن عودة مسلسل الإغتيالات السياسية إلى لبنان من بوابة الوزير السابق الدكتور الشهيد محمد شطح، وبعيدا أيضاً عن التسريبات المتناقضة والمتضاربة حول ملف تشكيل الحكومة الجديدة مطلع السنة الجديدة، اتجهت أنظار المراقبين والمهتمين بالوضع اللبناني الهش  نحو خبر توقيف الجيش اللبناني لزعيم كتائب عبدالله عزام، ماجد الماجد، التي تبنت تفجير السفارة الايرانية في بيروت.

فقد نقلت وكالة “فرانس برس” عن وزير الدفاع اللبناني غصن قوله: “ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على ماجد الماجد في بيروت”، رافضاً إعطاء تفاصيل عن ظروف التوقيف وتوقيته. وأشار إلى أن “التحقيق معه يجري بسرية تامة”.وأوضح غصن أن ماجد الماجد “كان ملاحقاً من الأجهزة الأمنية اللبنانية”.

إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية ان “استخبارات الجيش اللبناني تمكنت فعلا من القاء القبض على شخص مشتبه فيه وذلك في منطقة الفياضية عندما كان متوجها الى البقاع بعد مغادرته احدى مستشفيات بيروت”، موضحة ان “هذا الشخص كان محط رصد ومراقبة منذ دخوله لبنان، وعندما كان في طريقه الى البقاع وتحديدا عندما وصل الى نقطة تسهل فيها السيطرة عليه دون مخاطر امنية تمكن الجيش من توقيفه وابقائه لدى الاستخبارات، الا ان الجهات المختصة لن تعلن اسمه رسميا قبل التأكد من اسمه بالكامل، اكان من خلال التحقيقات معه او من خلال الاطلاع على سجلاته الطبية واخضاعه لفحوص الحمض النووي والتي قد تظهر نتائجها في غضون الـ24 ساعة امقبلة”.ولفتت المصادر الى انه “قبل ذلك لا يمكن للبنان التورط في امور غير مؤكدة خصوصا ان امير كتائب عبدالله عزام في بلاد الشام التابعة لتنظيم القاعدة، ماجد الماجد سعودي مطلوب من دول اخرى ابرزها السعودية، مصر، والاردن، ودول غربية عدة ابرزها الولايات المتحدة”.

وأشارت المصادربأن “ماجد الماجد الذي أوقع به الجيش اللبناني ، تلقى تدريبات مكثفة في كل من وزيرستان ولاحقا في إيران التي سبق وآوت قيادات وعناصر تنظيم القاعدة بزعامة المصري سيف العدل، بعد فرارهم من أفغانستان إبان الحرب الأميركية”.وأوضحت المعلومات أن “ماجد الماجد وهو واحد من 35 سعوديا من المدرجين على قائمة الـ85 ورصدوا يتنقلون في المثلث الإيراني الباكستاني الأفغاني، تولى مسؤولية كتائب عبدالله عزام في عام 2010 خلفا لصالح القرعاوي، الذي فقد قيادة التنظيم بعد تعرضه لإصابة شلت حركته”.

وفي التفاصيل أنه منذ 7 ايام وتحديدا من مساء الجمعة الماضي، أوقفت استخبارات  الجيش ماجد محمد عبد الله الماجد، امير كتائب عبد الله عزام،  على طريق الحازمية الفياضية بعد عمليات رصد ومراقبة وملاحقة لتحركاته منذ دخوله لبنان عبر الحدود السورية من جهة البقاع توجه الى بيروت بمؤازرة مجموعة محلية  تدور في فلك تنظيمه.وكان ماجد الماجد الذي دخل لبنان بهوية سورية واسم مزور غادر يومها مستشفى المقاصد في بيروت بعد تلقيه علاج غسل للكلى متجها الى البقاع، الى ان الاستخبارات اوقفته في كمين في طريق المغادرة.

وفي هذا السياق أكدت مصادر امنية رفيعة المستوى ان ماجد الماجد موقوف لدى استخبارات الجيش وان التحقيقات متواصلة معه.ومن ناحيته،  يتكتم الجيش عن تفاصيل التحقيق كون ماجد الماجد مطلوب بقضايا ارهابية عدة في لبنان وخارجه تتعلق بتفجيرات ارهابية في لبنان واعتداءات ضد الجيش في صيدا اخرها الاعتداءين على الجيش اللبناني في صيدا. وهي العملية التي تردد وقتها أن أحد أهدافها التمويه على عملية تهريب الماجد من مخيم عين الحلوة الى شمال الليطاني.وبعد توقيفه ، ابلغ القضاء اللبناني الدولة التي يحمل جنسيتها، أي المملكة العربية السعودية عن طريق سفارتها في بيروت.

وفي هذا الإطار، أكدت أوساط مراقبة بإن عملية إلقاء القبض على الماجد تدل على أن الجيش اللبناني بدأ يستعيد عافيته. مضيفة بأن أهمية الماجد بالنسبة لـ”كتائب عبدالله عزام” وخطورته تكمن في التدريبات التي تلقاها في 2006، وسفره بجواز سفر مزور عن طريق اليمن، حيث تلقى التدريب في أصفهان. الأوساط أكدت بأن هذه الكتائب ما هي إلا ذراع، مثلها مثل “داعش”، فهي تحمل الشعار الديني، لكنها بعيدة كل البعد عن الدين.

وقد تبنت “كتائب عبدالله عزام” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، على لسان أحد قيادييها سراج الدين زريقات، عملية تفجير السفارة الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت بواسطة انتحاريين، ما تسبب بمقتل 25 شخصاً.وربط بين العملية ومشاركة حزب الله المدعوم من إيران في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام.وهدد زريقات في تسجيل صوتي نشر في 27 ديسمبر على مواقع إسلامية على الإنترنت بمواصلة العمليات ضد حزب الله في لبنان، ما لم يخرج “حزب إيران” من سوريا.وأنشئت “كتائب عبدالله عزام”، المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية، في 2009، وقد تبنت مراراً عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل. وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن المجموعة تنشط في لبنان وفي شبه الجزيرة العربية.

وهناك حكم صادر عن القضاء اللبناني في 2009 في حق ماجد الماجد بتهمة الانتماء إلى تنظيم “فتح الإسلام” الذي قضى عليه الجيش اللبناني بعد معارك طاحنة في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان في 2007 استمرت ثلاثة أشهر.وقضى الحكم الغيابي بالسجن المؤبد لماجد الماجد بتهمة “الانتماء إلى تنظيم مسلح بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وحيازة متفجرات واستعمالها في القيام بأعمال إرهابية”.

بدوره،أشار السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الى ان “ماجد الماجد رجل ارهابي هاجمنا وهاجم بلاده قبل أن يهاجم السفارة الإيرانية، والسعودية تبحث عنه قبل أن يقوم بما قام به، وهو على قائمة المطلوبين للعدالة السعودية منذ زمن، وهي عممت على كل الدول بأنه مطلوب لديها، خصوصاً أنه استهدف بلده قبل أي جهة أخرى”، مضيفاً “نحن سعيدون لإلقاء القبض عليه إذا ثبت انه هو الشخص الموقوف وفق فحوص الحمض النووي”.
ونقلت أوساط صحفية من مصادر على صلة بالسفير عسيري أن “التأخير في إعلان توقيف ماجد الماجد يعود الى الرغبة السعودية بالتأكيد من هويته عبر فحوص الحمض النووي، والمعلومات التي لدى السلطات اللبنانية تفيد بأنه هو بنسبة 90 في المئة وأن لدى الجانب السعودي اشتباهاً قوياً بأنه الماجد وبأن السفير عسيري الموجود في الرياض، ومن باب التأكد بنسبة لا ترقى اليها الشك، فضّل انتظار نتائج هذه الفحوص والتثبت علمياً من هويته نظراً الى وجود تشابه في الأسماء أو الأشكال أحياناً”.

وفي حديث صحفي آخر، أكد عسيري أن “السلطات اللبنانية أبلغت السفارة السعودية ببيروت تمكنها من إلقاء القبض على ماجد الماجد أمير “كتائب عبدالله عزام” والقيادي في تنظيم القاعدة، والمطلوب للجهات الامنية السعودية”، موضحا ان “السلطات اللبنانية أبلغت السفارة بمعلومات أولية تصل إلى نسبة 90% بأن الذي تم القبض عليه هو “ماجد الماجد” نفسه، وهم بانتظار إجراء فحوصات الحمض النووي DNA  للتأكد 100% من أن المقبوض عليه هو الماجد”.وعن إمكانية تقديم طلب لنقله إلى السعودية لكي يحاكم بها، بين عسيري أن “السلطات اللبنانية لازالت تجري التحقيق مع المقبوض عليه وهذا الأمر قد يستغرق وقتا نظراً لوضعه الصحي المتردي “، مشيرا إلى أن الماجد هو  مواطن سعودي ولا شك أن دولته ترغب في أن يعود إليها، وذلك بعد التأكد من هويته، الأمر الذي سيتطلب بعض الإجراءات، والسفارة السعودية تتابع  الموضوع مع السلطات اللبنانية للتأكد أولاً من هويته، ثم إذا تم التأكد منه فلكل حادث حديث”.

بدوره، أكد السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي ان “ايران طلبت رسمياً من لبنان المشاركة في التحقيق مع ماجد الماجد، باعتباره انه المسؤول عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت”، لافتاً الى ان “ايران ايضاً طلبت المشاركة في التحقيق منذ اليوم الاول للتفجير”.

_________

(*) – هشام يحيى